استمع إلى الملخص
- تثير المناهج الجديدة التي تفرضها "الإدارة الذاتية" جدلاً واسعاً، حيث وصفتها "الحكومة المؤقتة" بأنها "عنصرية متطرفة"، مطالبة الأمم المتحدة بالضغط على "قسد" لوقف فرضها.
- تصاعدت الاحتجاجات في الرقة وعموم المنطقة الشرقية، مع دعوات للتصعيد المدني والعسكري، وسط تهديدات عشائرية بالرد القاسي إذا لم يتم إطلاق سراح المعلمات.
تشهد مدينة الرقة توتراً واحتجاجات نتيجة اعتقال "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عدداً من المعلمات اللاتي رفضن المناهج الدراسية التي فرضتها "الإدارة الذاتية" في مناطق سيطرتها، وسط تهديدات عشائرية بتصعيد عسكري ضد "قسد".
وتجمع العشرات قبل ظهر اليوم الأحد وسط مدينة الرقة، شرقي سورية للمطالبة بإطلاق سراح المعلمات. كما شهد حي المشلب في المدينة الليلة الماضية وقفة احتجاجية تخللها قطع الطريق العام وإحراق الإطارات رفضاً لاعتقال المعلمات بعد استقالتهن رفضاً للمنهاج الدراسي الذي تحاول فرضه "الإدارة الذاتية"، الجناح المدني لقوات "قسد" في المنطقة.
وكانت قوات "قسد" قد اعتقلت، الأحد الماضي، خمس معلمات من مديرية التربية في مدينة الرقة، واقتادتهن إحدى الدوريات إلى جهة غير معلومة، رافضة إطلاق سراحهن رغم محاولات بعض شيوخ العشائر في الرقة التوسط للإفراج عنهن.
ويثير المنهاج الدراسي الجديد الذي طرحته "الإدارة الذاتية" في مناطق سيطرتها جدلاً واستياءً كبيراً لدى أهالي عموم المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد". وكانت "الحكومة المؤقتة" التابعة للمعارضة السورية قد طالبت الأمم المتحدة بالضغط على "قسد" التي تحاول فرض مناهج تعليمية بشكل تعسفي، واصفة هذه المناهج بأنها "عنصرية متطرفة تتنافى مع قيم وثقافة سكان تلك المناطق".
وذكر الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد" أن "قسد" لم تحترم الوساطات العشائرية، ما تسبب بتأجيج الموقف، وسط دعوات للتصعيد المدني والعسكري. وتوقع الخلف أن تتصاعد الاحتجاجات في الرقة، وعموم المنطقة الشرقية إذا لم تبادر قسد إلى إطلاق سراح المعلمات نظراً لحساسية المجتمع المحلي إزاء اعتقال النساء، خاصة أننا بصدد قضية يوجد إجماع محلي على رفضها، وهي محاولة قسد فرض مناهج تعليم غريبة عن المجتمع المحلي.
ونشر الشيخ عبد القادر البورسان، أحد شيوخ عشائر "البوشعبان" وهي إحدى كبرى عشائر الرقة، مقطع فيديو أمهل فيه قادة قسد مدة 48 ساعة لإطلاق سراح المعلمات، مهدداً بالرد القاسي في حال تواصل اعتقال المعلمات.
وجاء اعتقال المعلمات الخمس بعد أن قدمن استقالتهن بسبب رفضهن تدريس المناهج التي تفرضها "قسد" في المدارس والتي يقول ناشطون إنها تروج لأفكار ومبادئ "حزب العمال الكردستاني". وتفرض مناهج "قسد" أن تكون اللغة الأم في المدارس هي اللغة الكردية، وليس العربية، كما تمنع الأهالي من تعليم أبنائهم في مناطق سيطرة النظام السوري، مهددة بفصل أي موظف لديها يرسل أبناءه إلى مدارس وجامعات النظام.
وكانت مناطق سيطرة "قسد" في الرقة والحسكة ودير الزور قد شهدت في أوقات سابقة تظاهرات احتجاجاً على المناهج التدريسية التي تفرضها "قسد". كما شهدت مدينة منبج منتصف الشهر الماضي احتجاجات مماثلة بمشاركة معلمين وطلاب.