تمكنت قوات خفر السواحل التونسية من إنقاذ 29 مهاجراً من دول أفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم رضيع لا يتجاوز سنه العام والنصف، بينما جرى انتشال 9 جثث لمهاجرين قضوا في رحلة هجرة سرية انطلقت من سواحل مدينة طبلبة التابعة لمحافظة المنستير" (وسط شرق تونس).
وقال المتحدث باسم محاكم المنستير فريد بن جحا، مساء أمس الأربعاء، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الجثث التي تم انتشالها تعود لمهاجرين من دول جنوب الصحراء، أغلبهم يحملون الجنسية الإيفوارية (ساحل العاج) وكانوا ينوون الوصول إلى إيطاليا عبر رحلة هجرة سرية انطلقت صباح الجمعة الماضي".
وأفاد بن جحا بأن "مركب الهجرة تعرّض إلى عطب في عرض البحر، حيث أنقذت قوات خفر السواحل التونسية 29 مهاجراً، من بينهم نساء وأطفال، وتم انتشال 3 جثث لفظها البحر الأسبوع الماضي، قبل أن تطفو 6 جثث على شواطئ مدينة صيّادة، ليرتفع عدد ضحايا المركب إلى 9 مهاجرين".
وأشار، في سياق متصل، إلى أن التحقيقات الأولية أكّدت أن منظمي عملية الهجرة وسطاء أفارقة من دول جنوب الصحراء. ولم يستبعد بن جحا "انتشال غرقى آخرين"، مؤكداً "استمرار عمليات البحث".
وأول أمس الثلاثاء، زارت تونس رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، حيث كان ملف الهجرة على رأس جدول أعمال الزيارة التي التقت خلالها الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيسة الحكومة نجلاء بودن.
ودعا الرئيس التونسي، خلال اللقاء الذي جمعه بميلوني، "إلى حل مشترك لمشاكل الهجرة في إطار قمة تضمّ كل الدول المعنية، سواء جنوب البحر الأبيض المتوسط وجنوب الصحراء أو شمال المتوسط".
وقال سعيد، وفق بيان نشرته الرئاسة التونسية على صفحتها الرسمية، إن "كل الطرق لم تعد تؤدي إلى روما فقط، بل صارت أيضا تؤدي إلى تونس، وهي ظاهرة غير طبيعية". وأكد سعيد "على ضرورة معالجة الأسباب بصفة جماعية لزرع الأمل في نفوس المهاجرين حتى لا يغادروا أوطانهم، وذلك بعمل اقتصادي واجتماعي مكثف يقضي على اليأس ويزرع مكانه الأمل".
ووصل أكثر من 45 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام، وفقاً لوزارة الداخلية الإيطالية، أي ما يقارب أربعة أضعاف العدد الذي سُجّل العام الماضي خلال الفترة نفسها.
وكان الحرس الوطني التونسي قد أعلن، في وقت سابق من الشهر الماضي، أنه أنقذ أو اعترض 14 ألفا و406 أشخاص، بينهم 13 ألفا و138 يتحدرون من أفريقيا جنوب الصحراء، والباقون تونسيون، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2023.
ويناهز هذا العدد خمسة أضعاف ما تم إحصاؤه خلال الفترة نفسها من العام 2022.
في المقابل، قال منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في أحدث بيانات نشرها حول الهجرة، إن عدد ضحايا ومفقودي مراكب الموت بلغ إلى غاية 31 مايو/ أيار الماضي 534 شخصاً.
وأكّد المنتدى أن عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم من جنسيات تونسية وغير تونسية منذ بداية السنة وإلى غاية نهاية الشهر الماضي بلغ 23093 مهاجراً، بينما وصل إلى سواحل إيطاليا خلال الفترة ذاتها 865 قاصراً، مقابل 328 قاصراً بلغوا سواحل إيطاليا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.