تستبق تونس إمكانية تصاعد عدوى كورونا مجدداً في شهر مايو/ أيار المقبل من خلال زيادة الحصانة ضدّ كوفيد-19 لدى المسنّين والفئات الهشّة، فتشّجعهم على تلقّي جرعة تعزيزية رابعة في وقت تراجعت فيه نسبة الإقبال على اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحملة الوطنية للتحصين.
وقد بدأت السلطات الصحية التونسية في توجيه الدعوات ذات الصلة للأشخاص الذين تجاوزوا 65 عاماً أو المصابين بأمراض مزمنة ويوصيهم أطباؤهم المباشرون بالتحصّن ضدّ الوباء. ويتزامن الشروع في تقديم الجرعة الرابعة من اللقاح مع خروج البلاد من موجة الوباء الخامسة، فيما توصي اللجنة العلمية بضرورة مراقبة الوضع الوبائي تخوّفاً من تصاعد العدوى مجدداً بعد انقضاء شهر رمضان.
وشدّد عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أمين سليم، على أنّ "تحصين كبار السنّ والفئات التي تشكو من هشاشة صحية أمر مهمّ جداً من أجل حماية هؤلاء من مخاطر فيروس كورونا الجديد في الأشهر المقبلة"، موضحاً أنّ "الهدف من جرعة التحصين الرابعة هو حماية الأشخاص المهددين أكثر من سواهم بالعدوى في مايو المقبل".
أضاف سليم أنّ "ارتفاع وتيرة الحركة في خلال شهر رمضان الجاري وتنقّل الأشخاص المكثّف في فترة عيد الفطر المقبل من شأنه أن يخلق مناخاً مناسباً لانتشار العدوى مجدداً". وتابع أنّه "لذلك، يتعيّن تحصين كبار السنّ ضدّ الفيروس ومواصلة التقيّد بالتدابير الوقائية في حدّها الأدنى على الأقلّ"، مؤكداً أنّه "لن يصار إلى تقييد الأشخاص المدعوّين بمواعيد محدّدة، ففي إماكنهم التقدّم إلى مراكز التحصين للحصول على جرعتهم الرابعة في أيّ وقت".
ورأى سليم أنّ "الوضع الوبائي في تونس في تحسّن كبير، غير أنّ الحذر يبقى ضرورياً في ظلّ عوامل محلية وأخرى خارجية تساعد على ظهور متحوّرات جديدة". وشرح إنّ "الحرب الروسية الأوكرانية التي تسبّبت في موجات هجرة كبيرة لأشخاص فارين من الحرب قد ينتج عنها انتشار جديد للفيروس من شأنه أن ينتقل سريعاً إلى كل بلدان العالم بما في ذلك تونس، وهو ما يستدعي تعزيز المناعة ضدّ الوباء، لا سيّما أنّ مفعول اللقاح يمكن أن يتراجع بعد نحو ستة أشهر من تاريخ الحصول على الجرعة الأخيرة".
وأشار سليم إلى أنّ "وزارة الصحة لا تنوي حالياً تعميم الجرعة الرابعة على جميع المواطنين بسبب استقرار الوضع الوبائي، غير أنّ إمكانية دعوة من هم دون 65 عاماً تبقى واردة في حال حصول تغيّرات في هذا الوضع".
بحسب ما تفيد بيانات رسمية لوزارة الصحة، فإنّ نحو 6.8 ملايين تونسي حصلوا على تحصين كامل (الجرعتان الأساسيتان)، فيما حصل 1.3 مليون تونسي فقط على جرعة اللقاح التعزيزية الثالثة، علماً أنّ ستّة آلاف و286 شخصاً تلقّوا حتى الآن جرعة تعزيزية رابعة. وفي وقت سابق، قال رئيس الحملة الوطنية للتحصين الهاشمي الوزير إنّ 60 في المائة ممّن تتجاوزوا 65 عاماً حصلوا على الجرعة التعزيزية الثالثة، لافتاً إلى أنّ نسبة التحصين ضدّ كورونا جيّدة في تونس عموماً.