تنتظر تونس بداية من غد الجمعة وصول أولى الدفعات من الجرحى والمصابين من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى مستشفياتها، وذلك عقب إتمام إجراءات نقلهم بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري.
وقال عميد الأطباء التونسيين الدكتور رضا الضاوي: "إن طائرتين، واحدة عسكرية وأخرى مدنية، ستقلعان غداً الجمعة لنقل مصابي العدوان على غزة لتلقي العلاج في المؤسسات الصحية التونسية، الحكومية والخاصة".
وأكد الضاوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "السلطات التونسية والهيئات الطبية بصدد استكمال الخطوات الأخيرة في عملية نقل الدفعة الأولى من المصابين إلى تونس في طائرات مجهزة، حسب الحالة، فضلا عن تخصيص مقاعد لفائدة مرافقيهم من عائلاتهم".
وأفاد عميد الأطباء التونسيين بأنّ" إيواء الجرحى والمصابين سيتم حسب نوعية الإصابات في المستشفيات الحكومية والمصحات الخاصة التي انخرطت طوعياً في علاج المصابين وخصّصت أسرة مجهزة لذلك".
وأشار إلى أنّ" طاقماً طبياً يتكون من نحو 20 فرداً سيرافق الطائرتين غداً الجمعة نحو مصر من أجل تأمين الرعاية اللازمة للمصابين أثناء الرحلة، والحرص على نقلهم في ظروف آمنة".
وتحدث الضاوي أيضا عن التنسيق الجاري بين وزارة الصحة والهيئات الطبية من أجل توفير فريق طبي مناوب في الاختصاصات المطلوبة لعلاج المصابين، وذلك في إطار التبادل بين أطباء القطاعين الحكومي والخاص.
وتوقّع المتحدث أن يجرى تقسيم المصابين الواصلين غداً بالتناصف بين المؤسسات الصحية الحكومية والمصحات الخاصة، مؤكدا أنّ "المعلومات الأولية تشير إلى أن المصابين الذين سيُحوّلون إلى تونس يحتاجون إلى علاجات الكسور والحروق بعد إصابتهم بالقنابل الفوسفورية التي استعملها العدو الصهيوني في حربه على غزّة".
وأمس الأربعاء، أكّد الرئيس التونسي قيس سعيّد أن استقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين ضحايا العدوان في غزة بالمستشفيات التونسية يعكس رغبة بلاده في التضامن الفعلي مع الشعب الفلسطيني.
وأوصى سعيّد بمواصلة الجسر الجوي من المساعدات التي قدّمها الشعب التونسي لفلسطين عن طريق منظمة الهلال الأحمر التونسي.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة، فتحت هيئة الأطباء التونسيين باب التطوّع لتسجيل أسماء الأطباء من اختصاصات متعددة، أعربوا عن استعدادهم للذهاب لتقديم المساعدة الطبية في المستشفيات الميدانية بالتنسيق بين الهلال الأحمر التونسي ونظيره المصري.
ومنذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أشرف وزير الصحة علي مرابط على جاهزية المستشفى الميداني بالياسمينات من محافظة بن عروس، ومدى جاهزية هذا المرفق الطبي وجميع الخدمات التي يوفرها.
في المقابل، دعت لجنة إسناد قافلة ضمير العالم بتونس، منذ بدأ تطبيق الهدنة، إلى "فتح المعابر، وخاصة معبر رفح، فتحا كليا ومتواصلا، لتمكين المتطوعين من المسعفين والأطباء والإطار شبه الطبي من الدخول إلى القطاع للمساهمة في علاج المصابين ومحاصرة الأمراض".
كما أعلنت اللجنة، في بيان أصدرته قبل يومين، عن تشكيل فريق طبي متكامل من 50 إطاراً طبياً وشبه طبّي وأخصائيين نفسيين، إضافة إلى 60 متطوعا، للمشاركة في القافلة التي تنتظر التصاريح للذهاب نحو رفح.
ودعت اللجنة السفارة المصرية في تونس إلى "تسهيل تمكين التونسيين من تأشيرة الدخول إلى جمهورية مصر للمشاركة في قافلة ضمير العالم المتوجهة من معبر رفح إلى داخل غزة".