انطلقت امتحانات البكالوريا أو الثانوية العامة في تونس اليوم الأربعاء، وهي تستمرّ أسبوعاً حتى 23 يونيو/ حزيران الجاري، وذلك في دورتها الرئيسية، وسط إجراءات استثنائية في إطار بروتوكولات صحية فرضها تفشّي فيروس كورونا الجديد في البلاد. وقد عبّر عدد من التلاميذ الخاضعين للامتحانات عن تفاؤلهم، علماً أنّهم اليوم خاضوا امتحان مادة الفلسفة، آملين أن تكون المواد الأخرى في متناولهم.
ويخضع 146 ألفاً و144 تلميذاً لهذه الامتحانات الرسمية، في حين أنّ عدد موظفي وزارة التربية الذين فُرزوا لها 152 ألفاً و200 موظفاً، من بينهم 100 ألف و200 مراقب في مختلف الامتحانات الرسمية و30 ألف كادر في مختلف مراكز الاختبارات الكتابية.
وهذه الامتحانات تُنظّم كذلك في السجون. ففي السجن المدني في مدينة المسعدين الساحلية التابعة إدارياً لولاية سوسة شمال شرقي البلاد تخضع حنان (اسم مستعار) لامتحانات الدورة الرئيسية في شعبة العلوم التجريبية لنيل شهادة الباكالوريا، كذلك الأمر بالنسبة إلى 11 سجيناً آخرين. ولا تخفي الشابة في تصريح إعلامي أنّها تُمتحَن للباكالوريا للمرّة الثالثة، لكنّها المرّة الأولى من داخل السجن.
ومن خارج السجون، يقول أحمد، وهو في شعبة الآداب لـ"العربي الجديد"، إنّ "امتحان الفلسفة كان في متناولنا. وأنا كنت قد راجعت جيداً المواضيع المقترحة، خصوصاً محور الامتحان"، مضيفاً أنّ "نسق المراجعة كان عادياً على الرغم من الظروف الصحية الراهنة وما فرضته جائحة كورونا من تأخير في إكمال البرنامج الدراسي. لكنّه كان علينا التحضير جيداً، فمستقبلنا على المحك".
من جهتها، تقول نور، وهي في شعبة العلوم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الامتحان كان جيداً. صحيح أنّ أحد المواضيع كان صعباً، لكنّ من حسن حظنا أنّ ثمّة اختيارات كانت متاحة أمامنا". ولا تخفي نور أنّ "فترة المراجعة كانت صعبة بسبب ضيق الوقت، لكنّها مرّت بسلام"، لافتة إلى أنّ "اختبار يوم غد الخميس هو الأهم لأنّه في مادة العلوم". وتؤكّد زميلتها رنيم بدورها: "بذلنا مجهوداً كبيراً، خصوصاً أنّ العام الدراسي لم يكن سهلاً بسبب الظروف الصحية. ويبقى النجاح هو المطلوب".
أمّا أسماء وهي كانت قد تابعت تعليمها في شعبة العلوم في معهد خاص، فتقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجواء جيّدة وكذلك الرقابة، وهذا المطلوب في امتحان وطني". تضيف: "أخضع للامتحانات في معهد غير معهدي، لكنّ المطلوب هو التأقلم. وكلّ الصعوبات تهون من أجل النجاح". وتوضح زميلتها سليمة أنّ "كلّ الشروط توفّرت لتأمين حسن سير الامتحانات"، مشيرة إلى أنّ "المياه المعدنية تأمّنت للتلاميذ الممتحنين، بالتالي كانت الأجواء طيّبة". وتتابع سليمة أنّ "التلميذ الذي حرص على المراجعة جيداً قادر على الخضوع إلى الامتحانات بسهولة".
في سياق متصل، زار رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي معهد الفارابي في مدينة المرناقية بولاية منوبة (شمال شرق)، برفقة وزير التربية فتحي السلاوتي، للاطلاع على سير الامتحانات. وأشاد المشيشي في تصريح إعلامي بحسن استعداد وزارة التربية، خصوصاً من الناحية اللوجيستية لتأمين سير هذا الحدث الوطني، في ظلّ أزمة كورونا. وأوضح أنّ مركزاً في ولاية المهدية (وسط شرق) خُصّص لفائدة 67 تلميذاً مصاباً بكوفيد-19، في حين اتُّخذت إجراءات استثنائية لذوي الاحتياجات الخاصة والتلاميذ في المستشفيات أو مراكز التوقيف، وذلك لضمان مبدأ تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ.