نجحت مبادرة أهلية لجمعية "مسار الفنون"، بالتعاون مع مشروع" إمكان"، في رسم البسمة على وجوه نحو 120 طفلا من مراكز الإدماج الاجتماعي التونسية، عبر تشجيعهم على التعبير عن أحلامهم ونقل مشاكلهم باستخدام الفنون المختلفة.
وأقامت المبادرة معرضا لمنتجات الأطفال الفنية، أمس الأحد، ضم رسوما فنية وعرضا مسرحيا، وعكس صورة مغايرة عن معاناة الطفولة في تونس.
وينتفع بخدمات مراكز الإدماج الاجتماعي في تونس مئات من الأطفال المنقطعين عن التعليم، والأطفال المهددون والضحايا، والمسرحون من السجون، والمراهقون والشبان الذين يعيشون صعوبات داخل أسر تعاني من التفكك أو الخلافات الزوجية.
وقالت منسقة المشروع نجلاء الجريدي، لـ"العربي الجديد"، إنه "يهدف إلى الوقاية من التطرف العنيف لدى الفئات الشابة والأطفال المعرضين للانحراف أو الإقصاء الاجتماعي. (مشروع إمكان) تنفذه جمعية مسار الفنون من أجل ثقافة بديلة، بشراكة مع المعهد الدولي للعمل اللاعنفي (نوفاكت)، وبدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الفني، ومع مراكز الإدماج الاجتماعي بضواحي سكّرة، والملاسين، وفوشانة، ومركز الرعاية الاجتماعية للأطفال".
وأضافت الجريدي أن المبادرة شملت "تنظيم تظاهرات ثقافية مع المراكز الاجتماعية، عبر ورشات في المسرح والسينما، والقصص المصورة، والغرافيتي، وكلها تهدف إلى تأهيل الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة في سن مبكرة، وتحضيرهم للاندماج في الحياة المهنية عبر تدريبهم للالتحاق بمراكز التدريب المهني".
ولفتت إلى أنه "عند بداية التعاون، لاحظنا نقصا في المادة الفنية والثقافية، وحاولنا تلافي ذلك من خلال إدماج برامج تأهيلية تنتهي بعروض ثقافية وفنية، والمشروع الحالي بعنوان (شانطي 2 عاود أدهن)، وهو يعني (أعد الطلاء مجددا)، ويضم قصصا واقعية ومشاكل عاشها الأطفال واليافعون، ويستعرض سلوكيات العنف والفوضى، وكيف انعكست عليهم".
وبينت الجريدي أن "عدد المستفيدين من هذه الأنشطة بلغ نحو 120 طفلة وطفل من مراكز اجتماعية مختلفة، إضافة إلى مجموعة شباب وأطفال ينتمون إلى فضاء مسار، وتم تبادل التجارب بينهم من خلال الأنشطة، كما يسعى المشروع إلى تقوية القدرات التقنية للمراكز لتلائم الأنشطة الفنية".