- 13 قاضيًا فيدراليًا عينهم ترامب قاطعوا خريجي كولومبيا، معتبرين الجامعة "حاضنة للتعصب"، مما قد يؤثر سلبًا على فرص الطلاب المهنية.
- الاحتجاجات المناهضة للحرب والمؤيدة للفلسطينيين امتدت لجامعات أميركية أخرى، مما أدى لتغييرات في تنظيم حفلات التخرج وإلغاء الفصول الدراسية الشخصية في بعض الحالات.
أعلنت جامعة كولومبيا الأميركية، الاثنين، أنها ألغت حفل التخرج الكبير على مستوى الجامعة، وسط الاحتجاجات المستمرة المؤيدة للفلسطينيين والرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، لكنها ستنظم احتفالات للكليات أصغر حجماً خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل. وقال مسؤولون في الجامعة المرموقة الواقعة في شمال منهاتن في بيان: "بناءً على تعليقات طلابنا، قررنا تركيز الاهتمام على أيام المحاضرات وحفلات التخرج على مستوى الكليات، حيث يكرم الطلاب بشكل فردي جنباً إلى جنب مع أقرانهم، والتخلي عن الحفل على مستوى الجامعة الذي كان من المقرر إجراؤه في 15 مايو/ أيار".
وفي إشارة إلى أن الأسابيع القليلة الماضية كانت "صعبة للغاية" على المجتمع، قالت الجامعة في إعلانها إنها اتخذت القرار بعد مناقشات مع الطلاب. وقال المسؤولون لوكالة أسوشييتد برس: "أكد طلابنا أن هذه الاحتفالات الجامعية على نطاق أصغر لها معنى أكبر بالنسبة لهم ولأسرهم. وأنهم حريصون على عبور خشبة المسرح للتصفيق والفخر العائلي والاستماع إلى المتحدثين الضيوف المدعوين من كليتهم". وأكد المسؤولون أن معظم الاحتفالات التي كان من المقرر إجراؤها في الحديقة الجنوبية للحرم الجامعي الرئيسي، حيث جرت إزالة المعسكرات الأسبوع الماضي، ستقام على بعد حوالي خمسة أميال شمالاً في مجمع كولومبيا الرياضي.
قضاة أميركيون يقاطعون خريجي جامعة كولومبيا بسبب التظاهرات الداعمة لغزة
في الأثناء، أعلن 13 قاضياً فيدرالياً أميركياً من المحافظين، الاثنين، رفضهم تعيين طلاب من كلية الحقوق أو الطلاب الجامعيين في جامعة كولومبيا رداً على طريقة تعاملها مع التظاهرات الداعمة لغزة.
ووصف القضاة، وجميعهم عينهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الحرم الجامعي في مانهاتن بأنه "حاضنة للتعصب" في رسالة إلى رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وعميدة كلية الحقوق جيليان ليستر. وجاء في الرسالة أنّ "الأساتذة والإداريين على حد سواء هم في مقدمة اضطرابات الحرم الجامعي، وهو ما يشجع الانتشار الخبيث لمعاداة السامية والتعصب".
ولم يستجب المتحدثون باسم جامعة كولومبيا وكلية الحقوق بعد لطلبات "رويترز" للتعليق. ويعين القضاة الفيدراليون خريجي كلية الحقوق سنوياً للتدريب العملي لمدة عام، وهو ما قد يساعدهم في الحصول على وظائف مرموقة وعالية الأجر. وكتب القضاء أن المقاطعة ستطبّق على الطلاب الذين يدخلون جامعة كولومبيا هذا الخريف.
وطالبت الرسالة بإنزال "عواقب وخيمة" بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا في احتجاجات الحرم الجامعي. وجميع القضاة الذين وقعوا على الرسالة عينهم ترامب، الذي أشاد بطريقة تعامل شرطة نيويورك مع المتظاهرين واصفاً إياهم بأنهم "مجانين غاضبون ومتعاطفون مع حماس".
وثلثا القضاة الموقعين على الرسالة في تكساس. ويمثل القضاة الثلاثة عشر شريحة صغيرة من نحو 900 قاض اتحادي في البلاد.
وكانت جامعة كولومبيا قد ألغت بالفعل الفصول الدراسية الشخصية. واعتقلت الشرطة أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين كانوا قد اعتصموا في منطقة كولومبيا الخضراء الشهر الماضي، وظهرت مخيمات مماثلة في جامعات في جميع أنحاء البلاد، حيث كانت الجامعات تكافح من أجل رسم الخط الفاصل بين السماح بحرية التعبير، مع الحفاظ على حرم جامعي آمن وشامل. وألغت جامعة جنوب كاليفورنيا في وقت سابق حفل التخرج الرئيسي، بينما سمحت بمواصلة أنشطة التخرج الأخرى. وترك طلاب معسكرهم في جامعة جنوب كاليفورنيا في وقت مبكر، الأحد، بعدما حاصرتهم الشرطة وهددتهم بالاعتقال.
وأقامت جامعات أخرى احتفالات تخرجها وسط إجراءات أمنية مشددة. وتوقف حفل جامعة ميشيغان بالهتاف مرات عدة يوم السبت، بينما لوح بعض الطلاب في بوسطن يوم الأحد بأعلام فلسطينية أو إسرائيلية صغيرة، بينما عقدت جامعة نورث إيسترن حفل التخرج في فينواي بارك. وتعد جامعة إيموري التي تضم 16 ألف طالب واحدة من العديد من الجامعات التي شهدت احتجاجات متكررة على الحرب.
وقال رئيس الجامعة غريغوري فينفيس، في رسالة مفتوحة، إن الاحتفالات المقرر إجراؤها في 13 مايو/ أيار ستقام الآن في ساحة غاس ساوث ومركز المؤتمرات في دولوث، على بعد حوالي 20 ميلاً (30 كيلومتراً)، شمال شرق حرم الجامعة في أتلانتا. وكتب فينفيس: "أرجو أن تعلموا أن هذا القرار لم يجر اتخاذه باستخفاف. تم ذلك بالتشاور الوثيق مع قسم شرطة إيموري والمستشارين الأمنيين والوكالات الأخرى، وقد نصحت كل منها بعدم إقامة فعاليات حفل التخرج في حرمنا الجامعي".
ودعت الجامعة وكالات الشرطة الخارجية لاعتقال 28 شخصاً، بعد إقامة مخيم في الساحة يوم 25 إبريل/ نيسان. وبعدما زعمت الجامعة في البداية أن المتظاهرين كانوا من الغرباء، قالت لاحقاً إن 20 منهم كانوا من طلاب إيموري وثلاثة من أعضاء هيئة التدريس. واستخدمت الشرطة كرات الفلفل ومسدسات الصعق الكهربائي لإخضاع بعض الأشخاص الذين جرى إلقاء القبض عليهم. واعتذر فينفيس لاحقاً.
وبدأت شرارة الحراك الطلابي المناصر للقضية الفلسطينية والرافض الحرب الإسرائيلية على غزة في 18 إبريل/ نيسان الماضي، من جامعة كولومبيا في نيويورك، حيث بدأ طلاب وطالبات وأساتذة جامعات رافضون الحرب اعتصاماً بحرم الجامعة، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين، توسّعت حالة الغضب لتمتد التظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)