استمع إلى الملخص
- القرار جاء بناءً على توصيات هيئة التدريس التي أكدت على مخاطر التحدث في مسائل خارج الخبرة الأكاديمية، مشددة على أهمية الحفاظ على نزاهة ومصداقية الجامعة.
- تغيير السياسة يعكس تحولًا مهمًا في مفهوم الحرية الأكاديمية، مع التأكيد على أن الجامعة ليست جهة حكومية مسؤولة عن التعامل مع السياسة الخارجية أو الداخلية، ويجب تجنب إثارة الجدل في المجتمع.
أكدت جامعة هارفارد أمس الثلاثاء أنها لن تتخذ بعد الآن مواقف عامة من مسائل لا تتعلق بوظيفتها الأكاديمية، بعدما واجهت ردود فعل عنيفة بسبب موقفها من الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أشعل توترات فيها وفي جامعات أميركية أخرى لاحقاً، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم الأربعاء.
جاء ذلك بعدما أوصت هيئة التدريس في الجامعة بتجنب التحدث رسمياً في مسائل خارج نطاق الخبرة الأكاديمية، "لأنه ينطوي على مخاطر، بينها المسّ بنزاهة والمؤسسة ومصداقيتها".
وأعلنت إدارة الجامعة أنها قبلت توصيات الهيئة التي شُكِّلَت في إبريل/ نيسان الماضي، وأنها ستتجنب الإدلاء بتصريحات في شأن قضايا عامة، بينها تلك ذات الأهمية الاجتماعية والسياسية.
وبحسب الصحيفة، فقد أورد تقرير الهيئة المؤلف من ثلاث صفحات: "ليست الجامعة حكومة مكلفة التعامل مع قضايا سياسة خارجية وداخلية، ولا يجب أن يدلي قادتها بآراء تعكس معتقداتهم السياسية الشخصية".
أضافت: "نظراً إلى وجود وجهات نظر متضاربة في شأن معظم الأحداث العالمية، تخاطر هذه التصريحات بإغضاب أفراد في المجتمع".
وقال نوح فيلدمان، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا لصحيفة "هارفارد غازيت": "مجتمعنا والعالم منقسم في شأن بعض القضايا بطريقة تجعلنا نثير جدالاً حتمياً بغضّ النظر عما نقوله".
ورأت إدارة جامعة هارفارد أن "الأمر سيستغرق الوقت والخبرة لترجمة المبادئ الجديدة إلى ممارسات ملموسة".
وبحسب "واشنطن بوست"، لن تصدر هارفارد بعد الآن بيانات مثل تلك لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، حين قالت إنها ستواصل "الحديث ضد القسوة"، علماً أن إدارتها كانت قد تعرّضت لانتقادات بسبب ما وصفه منتقدون محافظون بأنه "استجابة بطيئة لهجوم حماس في أكتوبر"، ثم بسبب بيان أصدرته مجموعة طلابية مؤيدة للفلسطينيين في الجامعة اتهمت فيه إسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم، ما دفع بعض المانحين إلى قطع علاقاتهم بالجامعة.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، استقالت رئيسة جامعة هارفارد، كلودين جاي، بعدما أدلت بشهادة متوترة أمام الكونغرس، ثم اتهمت بـ"معاداة السامية، وواجهت انتقادات بسبب طريقة تعاملها مع الاحتجاجات في الحرم الجامعي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال أستاذ القانون الدولي في جامعة شيكاغو، ومدير منتدى حرية الاستفسار والتعبير، توم غينسبيرغ، إن "السياسة الجديدة لجامعة هارفارد الجديدة تمثل تحولاً مهماً للحرية الأكاديمية".