تنتظر عائلة الشاب المقدسي وليد الشريف (24 سنة) أن ينهض من غيبوبته الطويلة، وأن يتعافى من إصابته بعد عذابات طويلة في مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس المحتلة، حيث ما زال موصولاً بأجهزة الإنعاش في العناية المكثفة، في ظل تكتم إسرائيلي على حالته الصحية.
أصيب الشريف، وهو من سكان بيت حنينا شمالي القدس، بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط خلال اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، فجر الجمعة الثالثة من شهر رمضان، ما أدى إلى إصابته بكسور في الجمجمة، نجم عنها نزيف في الدماغ، ودخوله في غيبوبة تامة، وليس هناك ما يشير إلى تحسن حالته الصحية، ولا يخفي الأطباء قلقهم على حياته.
تقول عائلة الشريف التي يقطن جزء منها في منطقة باب الغوانمة، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد": "وليد قد يستشهد في أي لحظة، وهو الآن يرقد في غيبوبة تامة بعد إصابة بالغة في رأسه، وتهتك في أنسجة الدماغ، وتضرر الجمجمة".
ويصرح شقيقه عبد الرحمن لـ"العربي الجديد": "لم تحصل العائلة حتى اللحظة على تقرير مفصل حول حالة وليد، ونعتقد أن تكتيماً متعمداً يحصل بين شرطة الاحتلال وإدارة المشفى خوفاً من اشتعال الأوضاع في القدس حال إعلان نبأ استشهاده".
ويشهد أصدقاء وليد ورفاقه بحضوره الدائم في الدفاع عن المسجد الأقصى في كل مرة كان ينادي المنادي للتصدي للاحتلال، أو لمنع تدنيسه من قبل المستوطنين، وكان ممن تقدموا الصفوف للتصدي لقوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد الأقصى في المرة الأخيرة، حيث واجههم ملثماً بين باب المغاربة والمصلى القبلي قريباً من المتحف الإسلامي.
يقول أحد من رافقوه خلال المواجهة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "مع تقدم الأعداد الكبيرة من الجنود، ظل وليد يرشقهم بالحجارة إلى أن سقط أرضاً، وظل بعض الوقت في مكانه يرفض جنود الاحتلال إسعافه، ثم خطفوه جريحاً فاقد الوعى إلى ساحة البراق، وهناك أجروا إنعاشاً لقلبه، لكنه ظل فاقد الوعي، ومنذ ذلك الحين وهو في غيبوبة في مستشفى هداسا".
وقعت مئات الإصابات خلال تكرار اقتحام المسجد الأقصى في شهر رمضان، وتم التعامل معها ميدانيًا، أو من قبل عيادة المسجد الأقصى، فيما سجلت مئات الاعتقالات خلال تلك الأحداث.
ويوضح مصدر في الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، أن بعض تلك الإصابات كانت خطيرة، ونسبة كبيرة منها كانت بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وكان بعضها استهدافا للرقبة والعيون، مشيرا إلى أن طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر تعاملت بين 15 إلى 22 إبريل/نيسان الجاري، مع 239 إصابة، نقل 146 منها إلى المستشفيات، وكان بين المصابين 16 مسنًا، و43 طفلاً.
وأكد أنه تم حصر 161 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و28 إصابة نتيجة الاعتداء بالضرب، و24 إصابة بقنابل الصوت، و26 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، فضلا عن إصابة 6 مسعفين تابعين للهلال الأحمر.