عقدت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الأربعاء، جلسة لسماع شهود عيان في ملف ثلاثة من معتقلي "هبة الكرامة" من مدينة عكا، وهم جواد سطيلي ومصطفى مصري ومحمد عثمان المعتقلون منذ مايو/ أيار2021 احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة.
ويعيش ذوو المعتقلين ظروفاً صعبة خلال هذه الأيام ويرافقون فلذات أكبادهم في جميع الجلسات خشية "الأحكام العنصرية والجائرة" التي تصدر بحق المعتقلين كما هي الحال مع أدهم بشير الذي حكم بالسجن عشر سنوات وغرامة مالية بقيمة 150 ألف شيكل بحقه، وذلك بتهمة "القيام بعمل إرهابي والإخلال بالنظام" في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ودأبت أجهزة القضاء ومؤسسات الدولة على ملاحقة معتقلي "هبة الكرامة" سياسياً وقضائيا، كما يوضح محامون ومراقبون.
وفي السياق، قال المحامي رمزي كتيلات الذي يدافع عن عدد من معتقلي "هبة الكرامة": "لا تخفى على أحد السياسة القضائية التي اتخذتها المؤسسة القضائية، فيما يتعلق بالأحكام الصادرة والتعامل مع هذه النوعية من الملفات، هناك توجه واضح في محاولة ردع الداخل الفلسطيني عن أي عمل، إنه تطبيق واضح لسياسات عنصرية".
وحذّر كتيلات من تداعيات الأحكام الجائرة، وأثرها السلبي على المؤسسات الرسمية، مشيرا إلى غياب الفروقات في المحاكم بين حيفا واللد والقدس، "لا فرق بين القضاء ولا بين أي ذراع من أي أذرع المؤسسة الإسرائيلية، ابتداء من الشرطة وانتهاء بالقضاء، هناك توجه موحد من قبل هذه المؤسسات"، لافتا إلى أن "الجور في الأحكام ليس هو الحل للتعامل مع ما حدث في هبة الكرامة".
أما والدة المعتقل جواد سطيلي، فقد سمح لها القاضي اليوم بعد عام وسبعة أشهر من اعتقاله بمعانقته في نهاية الجلسة فانهمرت دموع الشوق والفرح. قالت صفاء سطيلي لـ"العربي الجديد": "ابني متهم ضمن أحداث هبة الكرامة التي كانت قبل سنة ونصف، إنه معتقل منذ سبتمبر/أيلول الماضي في سجن هداريم، أزوره كلما أستطيع، وأحرص على الحضور لجميع الجلسات بشكل دائم، لكن هذه أول مرة أحضنه وأقبله منذ اعتقاله".
من جهته قال المحامي، نمير إدلبي، الموكل بالدفاع عن الشاب محمد عثمان لـ"العربي الجديد": "محمد معتقل على خلفية هبة الكرامة في السنة الماضية مايو/أيار 2021، إنه متهم بتهم خطيرة، أبرزها إطلاق النار على أفراد الشرطة في مدينة عكا، حرق مطاعم ومحلات تجارية، وإلقاء حجارة وزجاجات حارقة على الشرطة".
وأضاف: "النيابة العامة تتعنت في التواصل، وكلما صدرت أحكام تزيد شهيتها للحصول على أحكام أصعب وأقسى، نحن في مرحلة سماع الشهود والإجراء ما زال مستمراً، على أمل أن نخفف الأحكام قدر الإمكان ونتوصل إلى تفاهم في هذا الملف".
أما سمير عثمان والد المعتقل محمد عثمان، فقد قال لـ"العربي الجديد": "كل محاكمة وجلسة يجلبون شهوداً جدداً، هناك تضارب في إفاداتهم، نتمنى أن يثبت المحامي أن كلام الشهود والإفادات ضد أبنائنا غير صحيحة"، موضحاً: "محمد معتقل في سجن مجيدو منذ مايو/أيار 2021، نواجه تضييقات من مصلحة السجون في كل مرة نحاول زيارته.. لكن معنوياته مرتفعة، وهذا أمر يمنحني القوة لمواصلة إسناد ابني الذي فقد والدته وهو في الثامنة عشرة من عمره".
من جهتها قالت نجود سويدان والدة المعتقل مصطفى مصري، الذي فقد كليته خلال إصابته في أحداث "هبة الكرامة": " لم أزره منذ مدة، كان سابقا في سجن مجيدو ونقل إلى ريمون بالجنوب.. لم ألمس فلذة كبدي منذ سنة وثمانية أشهر، مرة طلبت من القاضي أن أقترب منه فاعتدى عليه بعض عناصر الأمن من مصلحة السجون، لا أعرف مصيره ولا كم ستكون مدة محكوميته".