تسبب انقلاب سيارة لنقل العمال الزراعيين بمحافظة اشتوكة أيت باها الزراعية جنوبي المغرب، اليوم الجمعة، بمصرع عاملين زراعيين، في أحدث حوادث سير ما يعرف في البلاد بـ"عربات الموت"، التي تُخلّف سنوياً العشرات من الضحايا من العمال الزراعيين جراء نقلهم بوسائل نقل غير آمنة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد "، إنّ الحادثة المميتة نجمت عن اصطدام سيارة كان على متنها 14 عاملة وعاملاً زراعياً بدراجة ثلاثية العجلات بجماعة (بلدية) آيت اعميرة بمحافظة اشتوكة أيت باها، ما تسبب في انقلابها ومصرع عامل وعاملة، فيما تم نقل 16 عاملاً إلى المستشفى، ستة منهم حالتهم خطيرة.
وانتقلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية (الإسعاف) إلى عين المكان لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتم نقل جميع المصابين إلى المستشفى الإقليمي بمدينة بيوبكرى لتلقي العلاجات الضرورية، كما فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وملابسات الحادث المأساوي.
ويواجه حوالي مليون و200 ألف مغربي يعملون في الحقول والضيع الزراعية وفي محطات التلفيف خطر الموت والإصابة بعاهات يومياً، بسبب ظروف نقلهم مكدّسين بأعداد كبيرة جداً بوسائل نقل غير آمنة، وعلى مرأى ومسمع من قوات فرض تطبيق قانون السير والجولان، وباقي السلطات الحكومية، بحسب الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل (أكبر اتحاد عمالي في المغرب).
وخلال السنوات الأخيرة، تكرر مشهد سقوط ضحايا ومصابين في صفوف العاملين في القطاع الزراعي على طرقات مناطق زراعية عدّة، مثل أكادير وشتوكة أيت باها وبركان ومولاي بوسلهام، وبني ملال والفقيه بنصالح وتارودانت، وغيرها من الأماكن التي تنتشر فيها ظاهرة تشغيل العمال الزراعيين. كان أسوأها ما حصل في 4 إبريل/ نيسان 2019 في منطقة مولاي بوسلهام (غرب البلاد)، حينما أدّى اصطدام قوي بين شاحنة لنقل الرمال وعربة نقل عاملات زراعيات إلى وفاة 9 أشخاص وإصابة 24.
وتطالب الجمعيات الحقوقية والنسائية والتنظيمات العمالية في المغرب بضرورة إدراج سلامة وأمن العمال والعاملات الزراعيين ضمن محاور الحوار الاجتماعي، وتحسين شروط عملهم وضمان تطبيق سليم لمقتضيات مدونة الشغل في القطاع الزراعي؛ وعلى رأسها معالجة معضلة النقل، وتوفير وسائل نقل آمنة تضمن الكرامة والسلامة.
وكانت "فيدرالية رابطة حقوق النساء"، قد شددت في سبتمبر/ أيلول الماضي، على ضرورة "اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من نزيف حوادث السير المتكررة التي أودت بحياة عدد من العاملات والعمال وهم في طريقهم وأثناء عودتهم من العمل بسبب انعدام شروط نقل مناسبة". كذلك دعت إلى "تفعيل المراقبة وقيام مفتشيات الشغل بعملها من خلال المراقبة المستمرة لأرباب الضيع الفلاحية واتخاذ التدابير اللازمة في حق من ينتهك حقوق العاملات والعمال".