حرائق العراق تدفع السلطات لرفع حالة الإنذار لمدة 3 أشهر

21 يونيو 2024
خلال إطفاء حريق مصفاة النفط في أربيل، في 13 يونيو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- السلطات العراقية تعلن حالة إنذار لفرق الدفاع المدني لمدة ثلاثة أشهر استجابةً لموجة حرائق متصاعدة، خاصة في محافظة البصرة، مخلفةً أضراراً بالغة بالممتلكات وضحايا.
- وزير الداخلية العراقي يعقد اجتماعاً لمناقشة خطط مواجهة الحرائق، مؤكداً على أهمية التنسيق المشترك والجاهزية الدائمة، وتشكيل فرق عمل خاصة بالتوعية وآلية الرد السريع.
- الحكومة تخصص موارد مالية لتعزيز قدرات الدفاع المدني وبناء مفارز جديدة وشراء عجلات إطفاء متطورة، في محاولة للحد من تكرار الحرائق وتعزيز الوعي حول الوقاية والسلامة.

تتواصل الجهود لاحتواء حرائق العراق، إذ وجّهت السلطات، الجمعة، بدخول فرق الدفاع المدني حالة إنذار لمدة ثلاثة أشهر متتابعة، في خطوة لمنع وقوع الحرائق التي شهدت تصاعداً في الأسبوعين الأخيرين، بالتوازي مع تصاعد درجات الحرارة.

وسجلت المحافظات العراقية في الأسبوعين الأخيرين، جملة من الحرائق المتتابعة، تركّز معظمها في محافظة البصرة، التي شهدت تسع حرائق أتت على مول ومحال تجارية عدة وسوق شعبية ومنازل سكنية ومصنع لألواح (السندويتش بنل)، تسببت بوفيات وإصابات وحالات اختناق.

كما شهدت محافظة ديالى أمس الخميس، حريقاً في صالة للولادة في مستشفى بلدروز العام، في مدينة بلدروز، وقد تم إنقاذ 16 طفلاً من حديثي الولادة، وتم تسجيل حالات اختناق.

حرائق العراق تستنفر الجهود

وطاولت حرائق العراق أيضا مباني حكومية وأهلية ومعارض للسيارات ومزارع في محافظات المثنى والديوانية، وبابل وميسان وغيرها. ولم تكن العاصمة بغداد بمعزل عن تلك الحرائق، إذ سجلت عدة حوادث في الفترة ذاتها، كان آخرها الحريق في مجمعين تجاريين، وحريق داخل أحد المطاعم.

 

وعلى إثر تلك الحرائق، عقد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، اجتماعاً بحضور وكيل الوزارة لشؤون الأمن الاتحادي ومستشار الوزير، ومدير عام الدفاع المدني وجميع مديري الدفاع المدني وعدد من المسؤولين، للاطلاع على خطط مواجهة الحرائق.

ووفقا لبيان لوزارة الداخلية العراقية، صدر ظهر اليوم، فإن "الوزير استمع إلى شرح مفصل عن آخر الإحصائيات بشأن حوادث الحرائق خاصة الأخيرة منها، واطلع على الاستعدادات التي تقوم بها مديرية الدفاع المدني خلال هذه الفترة، وكيفية احتواء هذه الحوادث والحد منها وسرعة الاستجابة"، موجهاً "بجملة من التوصيات في مقدمتها تشكيل فرق عمل خاصة بالتوعية في جميع المحافظات، وآلية الرد السريع في حال حصول حوادث الحرائق، مشدداً على أهمية التنسيق المشترك مع مديرية المرور العامة لتسهيل مرور عجلات الدفاع المدني للوصول إلى موقع أي حادث حريق".

وشدد على "أهمية الجاهزية خاصة تجهيز العجلات الحوضية ووضعها في حالة تأهب باستمرار".

ووجّه الوزير بـ"دخول جميع مفارز الدفاع المدني بالإنذار (ج) لمدة ثلاثة أشهر"، كما وجه بـ"تشكيل لجنة لغلق جميع المواقع والمشاريع المخالفة في بغداد والمحافظات"، واتخذ الوزير قرارا بـ"إقالة مدير الدفاع المدني في محافظة البصرة واستبداله بأحد الضباط ذوي الكفاءة، وذلك بعد اطلاعه على واقع ومستوى الحوادث وعدم كفاءة الأداء في هذه المحافظة". كما أمهل الشمري "مديري الدفاع المدني في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد شهراً واحداً للعمل على خفض نسبة حوادث الحرائق المسجلة".

من جهته، أكد مسؤول في مديرية الدفاع المدني العراقية، أن "الحرائق الأخيرة المتتابعة تنذر بخطر، وأن المديرية تعمل بجهد كبير لمنع تكرارها، وقال المقدم رعد الحياني، لـ"العربي الجديد"، إن "ارتفاع درجات الحرارة يزيد من احتمالات تكرار حرائق العراق، وأن الحوادث التي جرت أخيرا دفعت المديرية إلى الاستنفار التام لمواجهتها".

وأضاف، أن "الحكومة خصصت أخيرا 50 مليار دينار عراقي لبناء مفارز جديدة لفرق الدفاع المدني في عدد من مناطق العاصمة بغداد"، مبينا أن "توزيع المفارز بحسب المناطق المرشحة لوقوع الحرائق".

وأشار إلى أن "الحكومة داعمة لمديرية الدفاع المدني وتطوير قدراتها للحد من الحرائق"، مشيرا إلى أن "هناك جهودا تبذل للتعاقد على شراء عجلات إطفاء متطورة".

ويعدّ الإهمال أحد أبرز أسباب الحرائق الكثيرة في الدوائر الحكومية والأهلية في العراق، وقد تسبب بحرائق كثيرة في السنتين الماضيتين، مسجلة ضحايا بالمئات، وسط مطالبات بتشديد الإجراءات العقابية بحق المقصرين، فضلا عن المتابعات الميدانية لإجراءات السلامة والوقاية داخل المؤسسات والأماكن العامة. وكانت مديرية الدفاع المدني في العراق، قد أكدت أخيرا تسجيل 21024 حادث حريق في العام الماضي 2023 في عموم محافظات البلاد. 

 

المساهمون