أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الخميس، إطاحة مجموعات للمتاجرة بالمخدرات في ثلاث محافظات في البلاد، ضمن حملاتها الأمنية لملاحقة المتاجرين والمتعاطين، مؤكدة ضبط 116 ألف حبة مخدرة.
واتسعت تجارة المخدرات في العراق خلال السنوات الأخيرة، وكانت السلطات العراقية قد أعلنت أخيراً العثور على أول معمل لإنتاج المخدرات جنوبيّ البلاد.
وكشفت وزارة الداخلية العراقية، الاثنين الماضي، اعتقال 10 آلاف تاجر ومهرب للمخدرات خلال الأشهر الثمانية الماضية، مؤكدة استمرار عمليات مكافحة المخدرات، بالاشتراك مع أجهزة أمنية مختلفة في البلاد.
ووفقاً لبيان لمديرية شؤون المخدرات بوزارة الداخلية العراقية صدر اليوم الخميس، فإنه "في إطار الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات والواجبات الأمنية النوعية، تم خلال الساعات الماضية إلقاء القبض على مجموعة من تجار المخدرات ومصادرة 85 ألف حبة من حبوب الكبتاغون المخدرة في بغداد"، مؤكدة أنه "ضُبط كيلوغرام من مادة الكريستال المخدرة في محافظة كركوك و31 ألف حبة من حبوب الكبتاغون المخدرة في نينوى والقبض، على شبكاتهم بعد ملاحقتهم وتتبع آثارهم".
وأشارت إلى أن "العمليات أدت إلى ضبط المجموعات بالجرم المشهود".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد بحث الأحد الماضي، خلال زيارة استمرت لساعات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد قضية المخدرات، وضرورة ضبط الحدود لوقف تهريبها إلى العراق، الذي بدأ يعاني منها أمنياً واجتماعياً، بشكل واضح خلال العامين الأخيرين.
من جهته، أكد ضابط بوزارة الداخلية العراقية، أن الوزارة وسّعت من عمليات ملاحقة عصابات المتاجرة بالمخدرات، في الداخل، فضلاً عن تعاونها مع الدول المجاورة، مبيناً لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "الوزارة تنسق استخبارياً مع دول الجوار بشأن المخدرات، وتتبادل المعلومات معهم لمنع عمليات تهريبها ودخولها إلى العراق"، لافتاً إلى أن "هذا التعاون الاستخباري أسهم بالتوازي مع الاستراتيجية الداخلية، بإطاحة شبكات كبيرة لتجار المخدرات".
وأوضح أن "عمليات ملاحقة تجار المخدرات تجري بجميع المحافظات، وتجري إطاحة تلك العصابات بشكل شبه يومي"، مؤكداً أن "بعض تلك العصابات متنفذة ومرتبطة بأحزاب وجماعات مسلحة ذات نفوذ كبير، وأن عمليات ملاحقتها تسبب غالباً مواجهات مسلحة".
وفي السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي عام 2003، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية.
وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار المخدرات ومتعاطيها. كذلك، أسهمت بمحاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير.