حرب غزة... مسار أمنيات عام جديد محبطة للأردنيين

02 يناير 2025
العدوان على غزة يسيطر على مزاج الأردنيين، 12 إبريل 2022 (علي بالكجي/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الأوضاع السياسية وتأثيرها على الأمنيات: تتسم أمنيات الأردنيين بالحذر بسبب الأوضاع السياسية، خاصة العدوان على غزة، مما يعطل الأحلام ويزيد الخوف من المستقبل، مع غياب أجواء الاحتفال بالعام الجديد.

- الأمنيات الشخصية والتحديات الاقتصادية: يتمنى الأردنيون تحسن الأوضاع الاقتصادية، حيث يأمل أصحاب المحلات في زيادة الدخل، والشباب في الحصول على وظائف، والموظفات في تحسين الأوضاع المعيشية.

- الأمل في السلام والاستقرار: تتركز الأمنيات على تحقيق السلام في المنطقة، خاصة في غزة وسوريا ولبنان، وتحسين الأوضاع المعيشية في الأردن، مع دعوات لحفظ العائلات وتحقيق العدالة.


تظل أمنيات الأردنيين في العام الجديد حذرة ومتواضعة، فالأوضاع السياسية في المنطقة، خصوصاً العدوان على غزة، تُسيطر على المزاج العام للأردنيين وتفاصيل حياتهم. وتحاصر المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي وصور الإبادة الجماعية المستمرة جميع الأردنيين، وترسم مسار الأماني على المستويين العام والشخصي. وقد زاد الخوف من المستقبل، وتعطلت عجلة الأحلام والطموحات.
وبخلاف عادات السنوات السابقة، تغيب هذا العام، كما في العام السابق، أجواء الاحتفال بالعام الجديد، في ظل استمرار الحرب البربرية على غزة ودول العالم العربي، وتحضر أمنيات بسيطة على استحياء وأحلام توقفت مع "غصة غزة" التي سيطرت على المشهد هذا العام، فأصبح كثيرون يقلصون أمنياتهم ولا يريدون شيئاً، إلا وقف العدوان.
يقول محمد القيسي، وهو صاحب محل تجاري، لـ"العربي الجديد": "أحبطني الوضع العام في البلاد العربية والعدوان على غزة. لم تتحقق كل أماني ودعوات 14 شهراً بوقف حرب الإبادة على غزة، بل زاد الظلم والهمجية، لكننا نستمر في التمسّك بالأمل، وأمنيتنا الأهم في العام الجديد هي وقف العدوان على الأهل في القطاع، وأن يكسر الله إسرائيل التي تجبرت على الشعب الفلسطيني، وطغت في عدوانها وظلمها".
وعن أمنياته الشخصية، يقول القيسي: "أثّرت الأوضاع السياسية على مزاج الناس، والحركة التجارية اليوم لم تعد كما في سنوات سابقة. يفتقر الناس اليوم إلى الاندفاع نحو الحياة، وأتمنى كما أي صاحب محل تجاري أن يتحسّن السوق، ويرتفع الدخل الذي لم يعد يكفي أجرة محل وتكاليف كهرباء وماء وضرائب. أيضاً أدعو الله أن يحفظ عائلتي، وأن يجنّب بلادنا الحروب والويلات والفتن، ويعم السلام وتصبح حياتنا وظروفنا أفضل".
وتقول ريما سلامة، وهي موظفة، لـ"العربي الجديد": "ترتبط أمنيات العام الجديد بالوضع العام وما يحدث للأهل في فلسطين وكل الأشقاء العرب، فالحرب على غزة تحرق القلوب، وكان العام الماضي صعباً ولم نفرح في شكل حقيقي إلا بسقوط نظام بشار الأسد وحصول السوريين على حريتهم، وإغلاق سجون التعذيب التي كانت تنتهك إنسانية السوريين".

تتابع: "أمنيتي وربما أمنية كل الأردنيين في العام الجديد هي وقف العدوان على غزة وفك الحصار عنها، ووقف حرب الإبادة التي يشنها العدو على السكان، وأن يعاقب الله جميع الأنظمة التي لم تنصر أهل غزة، وأتمنى أيضاً أن يعم السلام في سورية ولبنان وكل الدول العربية، وأن تتحسّن الأوضاع المعيشية في الأردن، وألا ترتفع الأسعار أكثر، فالرواتب لم تعد تسد الاحتياجات. كما أتمنى أن يحفظ الله عائلتي ويجنبهم الأمراض والأقدار الصعب".
أما وسام علي، وهو شاب عاطل عن العمل في الـ28 من العمر، فيقول لـ"العربي الجديد": "أتمنى في العام الجديد أن أحصل على وظيفة أو عمل يدر عليّ دخلاً مناسباً يبعدني عن معاناة البطالة".
ويرى أن "الأوضاع في الوطن العربي لا تسرّ، وأمنيتي أن يعاقب الله إسرائيل على جرائمها في حق الشعب الفلسطيني، خصوصاً أهل غزة، كما أتمنى أن يعم السلام في مختلف الدول العربية، وأن تتحسّن الأحوال المعيشية للجميع".
أما ميساء العبادي التي تعمل في القطاع الخاص فتقول لـ"العربي الجديد": "تختلط الأمنيات العامة والخاصة. نتمنى دائماً عاماً جديداً سعيداً، لكن المؤشرات غير مبشرة فكل عام نجده أكثر صعوبة من العام الذي قبله. أمنيتي في العام الجديد أن أجد عملاً أفضل من عملي الحالي يدرّ عليّ دخلاً مقبولاً، وأن تتحسن الأوضاع المعيشية في الأردن، وتتجه حياتي إلى الاستقرار، وأن يحفظ الله الأهل. كما أطلب من الله أن يتوقف عدوان الاحتلال على غزة، فالصور القادمة من القطاع تدمي القلوب، وأن ينتقم الله من كل ظالم وفاسد".

الحركة التجارية في أعياد الأردن ليست كما في السابق، 12 إبريل/ 2022 (علي بالكجي/ الأناضول)
الحركة التجارية في أعياد الأردن ليست كما في السابق، 12 إبريل 2022 (علي بالكجي/ الأناضول)

بدوره، يقول محمد أبو شيخة، وهو موظف، لـ"العربي الجديد": "ندعو بداية أن يكون العام مليئاً بالأمن والاستقرار والازدهار للأمة العربية والإسلامية، وتنتهي المجازر التي يرتكبها الاحتلال في حق أبناء قطاع غزة الذي عانى طوال عام ونصف العام من قتل وتهجير".
يضيف: "نتمنى أن يكون العام الجديد بداية سلام وتحقيق الأمن والاستقرار في سورية، رغم المخاطر التي لا تزال تلوح في الأفق من تفتيت وانقسامات".
أما على الصعيد المعيشي والاقتصادي المحلي فيقول أبو شيخة: "لا يبدو أن هناك أي انفراجات قادمة على الصعد المعيشية والاقتصادية، في ظل أزمات إقليمية متتالية أثرّت سلباً كبيراً بالاقتصاد المحلي، ما انعكس سلباً على حياة المواطن والحركة التجارية والسياحية في البلاد، في ظل استمرار التدني الكبير في الرواتب، مقابل غلاء في الأسعار، وتفاصيل الحياة اليومية". 

وتمنى أن تكون الحكومة أكثر اهتماماً بقضايا المواطنين على الصعيد الخدماتي في كل القطاعات، خصوصاً الصحية، ويبنى مستشفى حكومي جديد كبير في العاصمة لتخفيف معاناة الناس، وتحسين واقع البنى التحتية في البلاد.
وتقول سعاد محمد، وهي ربة بيت، لـ"العربي الجديد": "أمنيتي الأولى في السنة الجديدة أن تنتهي الحرب في غزة، والإبادة الجماعية للأطفال والكبار، وأن ينصر العرب بعضهم البعض. ومن الأماني الدائمة في العام الجديد أن يُشفى كل مريض، ويعيش الخائف في أمان، ويزال الفقر، وأن ينعم الله على شباب هذا البلد بعيشة كريمة، وتتلاشى البطالة".
تتابع: "أمنيتي أن تكون البلاد بخير على المدى البعيد على مدى سنوات، وأرى الظالم يُحاسب على ظلمه، ويُكافأ المظلوم، ويُكرم المتميز وليس العكس. وأولاً وأخيراً أتمنى أن تنعم عائلتي بأمان، ويرعاها الله لتبقى لي السند وقت الضيق". 

المساهمون