يستمر الحظر الكلي للتجول في مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة، شمال سورية، والذي فرضته الإدارة الذاتية ضمن إجراءات الحدّ من تفشي فيروس كورونا في مناطق سيطرتها، والذي تم إقراره لمدة عشرة أيام جراء ارتفاع عدد الإصابات فيها.
وتحدث عبد الله الإبراهيم، وهو أحد سكان مدينة الطبقة، عن الواقع الحالي فيها وما فرضه الحظر على الأهالي، وقال لـ"العربي الجديد": "في الدول المتقدمة كان هناك استياء من الحظر والإغلاق الذي فرضه الفيروس، رغم أن هذه الدول توفر للمواطنين حاجاتهم وتسهل عليهم سبل الحياة. بالنسبة لنا الحظر ولو أنه لعشرة أيام فقط، مضى قسم منها إلا أنه تسبب بشلل عام، لأن علينا العمل لكسب قوتنا، وليس لدينا دخل يمكننا من تأمين حاجات عوائلنا".
وأضاف الإبراهيم "لديّ أسرة من ستة أطفال، ومع اقتراب فصل الشتاء، لا أتمنى مطلقا أن يكون هناك إغلاق في المدينة، كوننا نعتمد على مدخول العمل. لست موظفا كي لا أهتم بأمر الإغلاق، وليست لدي مذخرات تعينني على تحمل أيام الحظر، وفي حال اتخذت هذه القرارات مستقبلا كل ما أرجوه هو مساعدتنا على تخطي الحظر لا أكثر".
في المقابل، أوضح مصدر محلي من المدينة، لـ"العربي الجديد"، أنها تشهد إغلاقا كليا، فقد أغلقت المدارس بسبب ارتفاع عدد الإصابات، والطبقة مدينة مكتظة سكانيا فيها عشرات آلاف النازحين من كافة المناطق السورية وخاصة من ريف دير الزور. هذا العدد الكبير من النازحين والاكتظاظ السكاني يلعبان دورا في زيادة عدد الإصابات، كما أنّ هناك عدم التزام من قبل السكان على العموم بارتداء الكمامة وبقية طرق الوقاية. هذا الأمر تسبب بارتفاع الإصابات في المدينة.
وأضاف المصدر "الطبقة في محيطها عشرات القرى التي تورد للمدينة المنتجات الزراعية ومنتجات الأغنام، وهذا أيضا كان له دور في زيادة عدد المصابين في مدينة تضم مشافي خاصة، إضافة لمشفى كان في الأصل يتبع لوزارة صحة النظام السوري، لكن في الوقت الحالي تشرف عليه منظمة طبية. انتشار الفيروس في القرى قليل لكنه في المدينة أكثر".
وأعلنت الإدارة المدنية للطبقة عن بدء حظر التجول يوم الثلاثاء، في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ويستمر لغاية 11 من الشهر ذاته. وشمل قرار الحظر إقامة الأفراح وتنظيم الاجتماعات والندوات وفتح دور العزاء والعبادة، بالإضافة لإغلاق المدارس والمعاهد ورياض الأطفال، مستثنيا المشافي والصيدليات والمنظمات الإنسانية والإعلاميين والأفران ومحطات بيع الوقود وصهاريج نقل المحروقات وسيارات البضائع.
وسجلت المدينة، يوم الخميس، 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا. ويقدر عدد سكان منطقة الطبقة في الوقت الحالي بنحو 700 ألف نسمة، وبلغ عدد سكان المدينة وحدها قبل عام 2011 نحو 100 ألف نسمة، وفقا لإحصاىيات محلية.