استمع إلى الملخص
- بعد أشهر من الفراق، تمكن حمزة من ترتيب إخراج ريتاج إلى مصر بمساعدة أصدقاء في انتظار إعادة لم شمل الأسرة في تونس، رغم معاناة ريتاج من سوء التغذية وتداعيات الحرب.
- قصة العائلة تعكس الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون الفارون من الحرب في غزة، حيث يبذل الهلال الأحمر والسلطات التونسية جهودًا لإعادة لم شمل الأسر المتفرقة، مواجهين تحديات لوجستية ونفسية.
تنتظر أسرة المصاب الفلسطيني حمزة أحمد لمّ شمله مع ابنته الوحيدة ريتاج ذات الـ 17 شهراً، بعد أن اضطرته ظروف الحرب الإسرائيلية إلى تركها في قطاع غزة والخروج في رحلة علاج إلى تونس رفقة زوجته قبل أكثر من خمسة أشهر.
وفي الـ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قضى 72 فرداً من عائلة الفلسطيني حمزة أحمد بعد أن قصف الاحتلال بنايتهم المكونة من 6 طوابق في مخيم جباليا، لينجو وزوجته وابنته رغم تعرضهم لإصابات خطيرة. يقول حمزة أحمد لـ"العربي الجديد": إنّ "خطورة الإصابات التي تعرضت لها رفقة زوجتي اقتضت العلاج خارج القطاع، ومن ثم جرى إجلاؤنا نحو مصر في مرحلة أولى، ثم إلى تونس في بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بينما بقيت الطفلة حينها في شمال القطاع في رعاية جدتها المسنة".
حمزة أحمد: ابنتي تعاني سوء التغذية
بعد أشهر تمكن الأب من إخراج ابنته من قطاع غزة نحو مصر في انتظار قدومها إلى تونس، بجهود خاصة ومساعدة أصدقاء يواصلون رعاية الصغيرة التي تكبر بعيداً عن والديها الذين يعانيان تداعيات الإصابة والفقد. ويؤكد حمزة أن "ابنته الوحيدة تكبر بعيدة عن والديها، وحرمتها الحرب من حنان أمها، كما أنها تعاني إصابات سوء التغذية وتداعياته خلال الفترة التي قضتها في غزة، لكنه يأمل أن يلقاها قريباً بفضل جهود تبذلها سفارة فلسطين في تونس والخارجية التونسية لنقلها من مصر نحو تونس في أقرب وقت". ويضيف "تحسن وضع زوجتي الصحي وبدأت تتعافى من إصابتها الخطيرة، وأنا في طور الشفاء من مخلفات الكسور التي أصبت بها جراء قصف بيتنا، لكن جروحاً أخرى لا تزال مفتوحة وتنزف يومياً، نتيجة فراق ابنتنا الوحيدة".
ورغم أن الطفلة ريتاج ذات الـ17 شهرا تجد عناية جيدة لدى الأسرة التي ترعاها في مصر، لكن حمزة أحمد يوضح أن من أقسى اللحظات التي يمكن أن يعيشها المرء أن يرى ابنته تكبر بعيداً عنه وتجبر في سن صغيرة على تحمّل تداعيات حرب قاسية شتتت أسرتها. ويتطلع حمزة وزوجته إلى لقاء ابنتهما قريباً بعد وعود بجلبها من مصر خلال المدة القادمة، مؤكداً أن" لقاء ابنته سيخفف آلامهما، ولا سيما أنها تحتاج إلى رعاية صحية أيضاً للشفاء من تداعيات إصابتها وسوء التغذية".
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تمكنت سلطات تونس من نقل ما يزيد عن 130 مصاباً فلسطينياً على دفعتين لتلقي العلاج في مستشفياتها، من بينهم من تركوا أطفالهم في القطاع من دون عائل وسط مخاطر القصف والنزوح المستمر.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر التونسي بثينة قراقبة، لـ"العربي الجديد": "إن المنظمة تبحث حلولاً من أجل لمّ الشمل الأسري لجرحى فلسطينيين جرى نقلهم إلى العلاج في تونس، بينما تعذر عبور أطفالهم وذويهم بسبب صعوبة الحصول على التراخيص، ما يزيد في معاناتهم النفسية في ظل تواتر انقطاع الاتصالات في غزة" . وتابعت "تركت إحدى المصابات التي جرى نقلها بصحبة زوجها رضيعة ترعاها حالياً جدتها المسنة، كما تركت أسرة أخرى مكونة من أربعة أفراد جرى نقلهم إلى تونس صبياً بمفرده لا يتجاوز عمره 13 عاماً". ويزيد انقطاع الاتصالات المتواتر في القطاع والنزوح المستمر من صعوبة الوضع، وغالباً ما يتعذر على الأسر البعيدة الاطمئنان على أوضاع أقاربهم وأطفالهم المحاصرين داخل القطاع، بحسب مسؤولة الهلال الأحمر.