ألا تستحق الحاجة حواء إبراهيم جائزة التفوّق البيئي مثل نظيراتها في قوائم أبطال الأرض صانعات التغيير، اللواتي درج برنامج الأمم المتحدة للبيئة على تكريمهن في كل عام، منذ إنشاء الجائزة في 2005، بسبب تأثيرهن التحويلي على البيئة، ومبادراتهن لدفع الإجراءات الجريئة والحاسمة نيابة عن الناس والكوكب، مع رفاقهن من قادة البيئة الأكثر ديناميكية في العالم. وقد منحت الجائزة حتى الآن لـ 101 فائز، من بينهم 25 من قادة العالم و62 فرداً و14 منظمة.
النساء الأفريقيات حصلن على نصيب الأسد من جوائز العام الماضي. فقد أُعلن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن فوز الدكتورة غلاديس كاليما-زيكوسوكا من أوغندا، من فئة العلوم والابتكار، كونها أول طبيبة بيطرية للحياة البرية على الإطلاق تابعة لهيئة الحياة البرية الأوغندية. كما كُرّمت من غينيا الجديدة وجزر سليمان مجموعة النساء العاملات في منظمة "سي وومين - نساء البحر في ميلانيزيا"، تكريماً لقيامهن بنشاط واسع للحفاظ على الشعاب المرجانية الأكثر تعرضاً للخطر في العالم، وعملهن على تدريب النساء المحليات على رصد وتقييم آثار تبيض المرجان من خلال استخدام العلوم والتكنولوجيا البحرية. وهذا عدا عن نساء من خارج أفريقيا كرئيسة وزراء باربادوس السيدة ميا موتلي، وماريا كوليسنيكوفا من جمهورية قرغيزستان. وقد شاركت موتلي في رئاسة مجموعة قادة نهج الصحة الواحدة العالمي حول مقاومة مضادات الميكروبات.
ومنذ ذلك الإعلان، بدأ الحديث يتردّد عن نهج الصحة الواحدة العالمي الذي يعترف بأن صحة البشر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصحة الحيوانات وبيئتنا المشتركة. وجاء في تعريف فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالنهج أنه "نهج متكامل وموحّد يرمي إلى تحقيق التوازن بين صحة الإنسان والحيوان والنظم الإيكولوجية وتحسينها على النحو الأمثل بصورة مستدامة. ويقرّ بالعلاقة الوثيقة والترابط القائم بين صحة البشر والحيوانات المدجّنة والبرية، والنباتات والبيئة واسعة النطاق، بما يشمل النظم الإيكولوجية".
الدكتورة سعادة نايل، وضمن حكايات "رقصات البان - 2005" حول نجاحات مشروع تطوير محمية الدندر في التحريك المجتمعي، تحدثت عن الحاجة حواء "ذات الثمانين خريفاً، والعضو الفاعل في لجنة تطوير قرية الجمّام المتاخمة للمحمية، بل قائدة حملة صناعة التغيير الاجتماعي في قريتها، ومسؤولة التمويل، ومبتكرة منهج تمويل الصندوق الاجتماعي من الغرامات التي فرضتها على كل من يتعدى على البيئة والموارد".
لكأن السيدة إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، علمت بحكاية الحاجة حواء حين قالت: "يثبت هؤلاء الأبطال أنه بإمكاننا جميعاً المساهمة في حل هذه القضايا. كل إجراء يتخذ من أجل الطبيعة مهم، ونحن بحاجة إلى النطاق الكامل للبشرية لتقاسم هذه المسؤولية العالمية وهذه الفرصة المتاحة". أضافت أن "أبطال الأرض يجسدون الالتزام والرؤية والطاقة. ويذكروننا، من خلال دوافعهم، بأن لدينا الحلول والمعرفة والتكنولوجيا للحد من تغير المناخ وتجنب الانهيار البيئي".
عذراً حاجة حواء، فلن يتم ترشيحك للجائزة لهذا العام، فالناس هنا مشغولون عنك، وعن زحفك الحثيث نحو المائة عام من العطاء غير المعلن.