يواصل فيروس كورونا ارتفاعه الخطير في إيران في إطار الموجة الخامسة، مسجلاً أرقاماً قياسية أعلى مما وصلت إليه الموجات السابقة، ليستقرّ عدد الوفيات اليومي على أكثر من 500، والإصابات باتت أكثر من 40 ألفاً يومياً، ليؤكد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اليوم الأربعاء، أنّ كورونا تشكّل "القضية الأولى والعاجلة لإيران".
وفي السياق، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري، الاثنين، تسجيل 536 وفاة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، فضلاً عن 42 ألفاً و541 إصابة جديدة، ومن بين المصابين 6932 يرقدون في العناية المركّزة، ووصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 95647 وفاة، وفقاً لوزارة الصحة، بينما ارتفع إجمالي الإصابات إلى أربعة ملايين و281217 إصابة.
وتشير الأرقام الجديدة إلى ارتفاع نسبة الوفيات أكثر من 50 في المائة خلال أيام معدودة. وتعزو السلطات تصاعد كورونا بهذا الشكل الخطير إلى انتشار سلالة "دلتا" المتحوّرة في المحافظات، وتراجع الالتزام بالبروتوكولات الصحية إلى 39 في المائة، لكن مراقبين يتهمون السلطات ووزارة الصحة بالتقصير.
وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد أكّد، أمس الثلاثاء، أنّ "كل ثانيتين يصاب شخص جديد بالعدوى في إيران، وتقريباً كلّ دقيقتين يموت شخص بفيروس كورونا"، وأشار إلى أنّه تمّ رفع مستوى التحذير في أغلب أقاليم البلاد البالغ عددها 31، من البرتقالي منخفض الخطورة إلى الأحمر شديد الخطورة.
وكان نائب وزير الصحة الإيراني، إيرج حريرجي، قد كشف قبل أيام عن أنّ الأرقام الحقيقية للوفيات ضعفا الأعداد الرسمية التي تعلن يومياً من قبل وزارة الصحة.
وأمام تصاعد كورونا في إيران، أكّد المرشد الإيراني الأعلى، في كلمة متلفزة الأربعاء، أنّ كورونا تشكّل "القضية الأولى والعاجلة لإيران"، قائلاً إنّ "وفاة أكثر من 500 مواطن في يوم واحد وإصابة عشرات الآلاف ومشاكلهم العلاجية باتت مؤلمة جدا".
ودعا خامنئي إلى اتخاذ "خطوات عاجلة وسريعة" خلال أسبوع، لكبح جماح كورونا في إيران، وضرورة التسريع في إجراء اختبارات كورونا للوصول إلى المصابين سريعاً، مطالباً القوات المسلحة الإيرانية بمساعدة الحكومة في مواجهة كورونا.
وعن إمكانية تعطيل البلاد، التي طالب وزير الصحة سعيد نمكي بها لأسبوعين، لكنها لقيت معارضة من اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، أكّد خامنئي أنّ "تعطيل البلاد مسألة تخصّصية بحاجة إلى نقاش مستفيض في اللجنة الوطنية"، قائلاً إنّه "في حال توصّل السلطات إلى أي نتيجة، فيجب تطبيقها بشكل حازم".
وعزا خامنئي أحد أسباب تفشي كورونا الواسع في إيران إلى عدم الالتزام بالبروتوكولات الصحية، داعياً الشعب الإيراني إلى الالتزام بها "بنفس الحساسية التي أبداها في الشهور الأولى لتفشي كورونا في البلاد". وفيما تعتبر إيران من البلاد الأقل تطعيماً بلقاحات كورونا، على الرغم من إعلانها إنتاج لقاحات، أكّد المرشد الإيراني على "تكثيف الجهود لتوفير اللقاحات بأيّ شكل ممكن، سواء من خلال الاستيراد أو الإنتاج الداخلي".