دعت لورانس توبيانا، إحدى مهندسات اتفاق باريس للمناخ (2015)، إلى "عدم التخلّي" عن هدف حصر الاحترار العالمي بـ1.5 درجة مئوية الأكثر طموحاً في هذا الاتفاق التاريخي، على الرغم من أنّ فرص عدم تجاوز هذه العتبة تتراجع كثيراً.
وفي ما يأتي نصّ مقابلة سريعة أجرتها وكالة فرانس برس مع توبيانا، على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 27)، المنعقد حالياً في مدينة شرم الشيخ المصرية.
يرى خبراء أن لا مسار حالياً لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية. هل انتهى هذا الهدف؟
* نعم انتهى، بمعنى أنّنا سوف نتجاوز مستوى الحرارة هذا للأسف، أو ما يسمّى "أوفرشوت" (أي تجاوز العتبة ثمّ العودة إليها لاحقاً من خلال امتصاص الكربون في الجو). لكنّ القول إنّ "درجتَين مئوتَين أمر مقبول" ليس مناسباً من الناحية العلمية، ونرى تداعيات ذلك مع احترار يبلغ 1.1 أو 1.2 درجة مئوية. وثمّة إنكار للمشكلة ومحاولة لإرجائها وهذا أمر خطر. نعرف أنّ كل عُشر من درجة مئوية له تأثيره، لذا أنا مع المحافظة على هذا الهدف حتى لو كانت فرص تحقيقه أقلّ بكثير. وحتى لو تجاوزناه، لا بدّ من العودة إليه بطريقة أو بأخرى وبذل جهود إضافية على صعيد التقاط الكربون. وإذا حصل تراخ على هذا الصعيد، فإنّ الجهود سوف تتراجع، وهذا مؤشّر سياسي.
الأطراف الموقّعة على اتفاق باريس للمناخ تعهّدت قبل عام بتعزيز أهداف تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة لإبقاء هدف 1.5 درجة مئوية "على قيد الحياة". لكنّ نحو ثلاثين دولة فقط عمدت إلى ذلك. هل الدول تقوم بما يكفي؟
* تعهّدت الدول بالقيام بذلك وكان ينبغي عليها أن تعمد إلى ذلك في عام 2020. لا بدّ من الاحتجاج على الأمر والقول إنّ هذا غير مقبول. وصحيح مع أزمة كورونا الوبائية والأزمات متعدّدة الأشكال، من غذاء وطاقة، ندرك أنّ الاهتمام انصرف إلى مكان آخر. وصحيح أنّ رياحاً معاكسة كثيرة هبّت، إلا أنّه لا بدّ من المحافظة على الضغوط وإبراز التداعيات الفعلية الحاصلة من الآن من جرّاء تغيّر المناخ. ولم تعد مشكلة بعيدة أو مستقبلية، إنّها تحدث الآن للأسف. لا بدّ من مواصلة الضغط. نحتاج إلى ضغط نظراً إلى عدم وجود عقوبات.
أفاد الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، خلال "كوب 27"، بأنّه مستعد لتعزيز خفض انبعاثاته الصافية بنسبة لا تقلّ عن 57 في المائة بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 1990، في مقابل 55 في المائة راهناً، الأمر الذي أثار انتقادات من منظمات غير حكومية رأت أنّ الهدف غير كافٍ.
* هذا مجحف قليلاً لأنّ الاتحاد الأوروبي يعاني كثيراً من الحرب (في أوكرانيا). حتى خلال جائحة كورونا، لم تحصل تجاوزات وتخلّ عن المناخ. في الوقت الراهن، وبسبب التعبئة في صفوف المواطنين وإدراك الضرورة الملحة للتحرّك، لم نخرج عن السكّة، لكنّ الجهود الدبلوماسية في مجال المناخ توقّفت خلال تلك الفترة، فالحديث هو عن صواريخ وإمدادات الأسلحة أو الحبوب من دون المناخ. ثمّة غياب فاضح لقيادة عالمية على هذا الصعيد.
(فرانس برس)