تعمل فرق الدفاع المدني على مواصلة الدعم الخدماتي في مخيمات النازحين، شمال غربي سورية، في إطار تخفيف الأعباء وصعوبات الحياة عنهم، كون البنى التحتية، كفرش الطرق بين المخيمات وصيانتها، تحتاج إلى جهود وإمكانيات غير متاحة لديهم.
وفرق الدفاع المدني السوري في إدلب تواظب على العمل في مخيمات النزوح شمالي إدلب، حيث تشغل هذه الأعمال قسماً مهماً وكبيراً من مجمل خدماته في المنطقة، وتهدف بشكل أساسي لتخفيف صعوبات الحياة في المخيمات. وهي عملت الأسبوع الماضي في مخيمات وقرى كفرلوسين، بابسقا، أطمة، قاح، صلوة، مشهد روحين ودير حسان، شمالي إدلب. وشملت أعمالها تسوية الطرقات ونقل المواد وفرشها، بالإضافة إلى المساعدة في عمليات تمديد وصيانة شبكات الصرف الصحي، وبناء المرافق العامة وإزالة الركام وحفر قبور للموتى.
وفي الخصوص، قال أحمد الشيخو، المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إنه "بالتزامن مع الهدوء النسبي، الذي يشهده الشمال السوري بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الخامس من آذار من العام الماضي، كثّفت فرق الدفاع المدني السوري عملياتها الخدمية للمدنيين، بهدف مساندتهم ودعم استقرارهم، وخاصة بعد حملات القصف التي دمرت عدداً كبيراً من المنشآت الحيوية، بالإضافة إلى حملات التهجير الهائلة التي تسببت بإخلاء مدن بأكملها. إذ قدمت فرق الدفاع المدني السوري، منذ بداية العام الحالي حتى اليوم، أكثر من 61 ألف عملية خدمية متنوعة، من بينها أكثر من 7700 عملية في مخيمات النازحين، حيث يعمل متطوعونا بشكل دائم ومستمر لتقديم الخدمات لأهلنا المدنيين في مخيمات الشمال السوري، بما يضمن توفير أدنى الاحتياجات التي تحدّ من صعوبات الحياة عليهم، حيث يعيش أكثر من مليون نازح في مخيمات النزوح".
وأضاف شيخو: "تقدم فرقنا خدمات تأهيل الطرقات داخل المخيمات وتنسيقها، وخدمات المياه والإصحاح، إضافةً إلى خدمات الوقاية والرعاية الصحية التي تحدّ من انتشار الأمراض داخل المخيمات. ويشكّل قطاع الأعمال الخدمية في الدفاع المدني السوري القسم الأكبر من مجمل الأعمال، بنسبة تصل إلى 70%، إضافة لأعمال الإنقاذ والإسعاف والإطفاء، التي لا تقلّ أهمية عن الأعمال الخدمية".
وأشار إلى إنه "ازدادت نسبة الأعمال الخدمية والوقائية بعد انتشار فيروس كورونا في مناطق شمال غربي سوريا، حيث تعمل فرق مختصة من الدفاع المدني السوري بشكل دوري على تطهير المراكز الحيوية والمرافق العامة وقائياً، للحدّ من فرص انتشار الفيروس.
وبحسب شيخو فإن "خدمات الدفاع المدني السوري تساعد على دفع عجلة التعافي المبكر وإعادة ترميم ما خرّبته الأعمال الإجرامية لنظام الأسد وروسيا خلال سنوات الحرب، من خلال مشاريع يعمل عليها الدفاع المدني السوري، لإعادة تأهيل البنى التحتية تمهيداً لإعادة شريان الحياة من جديد. إذ أنهى الدفاع المدني السوري، خلال الربع الأول من هذا العام، مشروع الاستجابة الشتوية، من خلال عمليات تبحيص الطرقات داخل المخيمات وفتح عبارات لتصريف مياه الأمطار بعيداً عن الخيام، بالإضافة إلى أعمال إجلاء النازحين من المخيمات أثناء العواصف المطرية والسيول، كما أنهى مشروع المشاركة المجتمعية الذي تضمن تركيب وحدات ألعاب في عدّة مدارس ضمن مخيمات النزوح، ووضع لوحات طرقية تعرّف بأعمال الدفاع المدني ومناطق عمل مراكزه".
وتعود الخدمات التي تقدمها فرق الدفاع المدني بالنفع على النازحين والأهالي في مناطق شمال غرب سورية، إلى جانب الخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية التي تعمل في مجال البنى التحتية، كتجهيز الطرقات وحفر آبار المياه وتجهيز شبكات الصرف الصحي.
يوضح النازح من مدينة معرة النعمان محمد الضاهر (34 عاماً)، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ ما تقدمه فرق الدفاع المدني مهم للجميع، وقال: "فرق الدفاع المدني حاضرة دوماً في المنطقة، حيث يعمل عناصرها على إخماد الحرائق والتدخل في انتشال ضحايا الحوادث المرورية أو الضربات التي توجهها قوات النظام للمنطقة. طبعاً، في فصل الشتاء أيضاً، كان لهم دور فعّال في انتشال الأهالي في المخيمات التي تغرق بالمياه. وجود مؤسسة الدفاع المدني والأنشطة التي تنظمها أمر مهم للغاية بالنسبة لنا".
ومن أبرز المشاكل التي تواجه النازحين في فصل الصيف مشاكل الطرقات التي تحتاج إلى صيانة دورية، والتي كثرت بسببها حوادث السير في المنطقة. وصيانتها تحتاج لتضافر جهود بين جميع المنظمات العاملة في منطقة شمال غرب سورية.
وعن مشاكل الطرقات، أكّد عامر أبو تمام، المهجر من ريف حمص الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الحفر في الطرقات تجعل التنقل صعباً للغاية، حتى على الدراجة النارية، وصيانتها من قبل فرق الدفاع المدني في مناطق المخيمات تخفّف الكثير من الضرر، وتسهّل وصول الخدمات للنازحين.
ويسكن المخيمات شمال غربي سورية نحو مليون وأربعين ألف شخص، حيث يبلغ عددها 1293 مخيماً، منها 282 مخيماً عشوائياً شيّدت على أراض زراعية.