تكررت شكاوى العائدين إلى مخيم اليرموك جنوبي دمشق بسبب البنى التحتية المدمرة فيه، مع معاناتهم من الإهمال منذ السماح بالعودة إلى المخيم، لكن مؤخرا يتجه النظام السوري لامتصاص هذه الشكاوى من خلال الترويج لتوفير بعض الخدمات في أحياء من المخيم.
ويؤكد مصدر محلي من المخيم، لـ"العربي الجديد"، أن الترويج لتوفير الخدمات في المخيم "ليس الهدف منه إرضاء العائدين أو توفير الخدمات لهم، إنما السطو على المساعدات التي تقدم في هذا السياق، والتي لا يمكن معرفة حجمها، ودائما ما يكون للنظام السوري غايات من هذه الأعمال".
من جانبه، يقول فايز أبو عيد، مسؤول قسم الإعلام في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، لـ"العربي الجديد"، إن المخيم شهد في الآونة الأخيرة حركة نشطة في إعادة تأهيل البنى التحتية، وتأمين بعض الخدمات الأساسية للقاطنين داخله، حيث تم إصلاح شبكة المياه والصرف الصحي في شارعي اليرموك وفلسطين، وتعبيد شارع فلسطين، وإعادة ترميم مدرسة أسد بن الفرات، وافتتاح عدد من العيادات الطبية.
وقال أبو عيد: "وافق وزير الإدارة المحلية في حكومة النظام السوري حسين مخلوف على فتح الطريق، وتأمين مواصلات تتضمن حافلات ركاب كبيرة (باصات) وصغيرة (سرافيس) من وإلى مخيم فلسطين انطلاقاً من دمشق".
كما صرح محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي، مساء السبت، بوجوب "الإسراع في تقديم الخدمات للقاطنين في التجمعات السكنية بمخيم اليرموك، من شبكة صرف الصحي ومياه شرب وكهرباء، بشكل إسعافي، والنقل والنظافة ومعتمدي بيع مادة الخبز"، مضيفا أنه "يجب تكثيف التعاون والتنسيق المستمر بين المديريات في المحافظة والمجتمع المحلي في المخيم، لتنفيذ الأعمال الخدمية المطلوبة وفقا للإمكانيات المتاحة، والتي تسهم في تسهيل عودة الأهالي".
الأفران ومراكز الغاز ومياه الشرب
وعن أوضاع سكان المخيم من ناحية توفير الخدمات، قال أبو عيد: "لا يزال مخيم اليرموك يفتقر إلى المؤسسات الخدمية كالأفران ومراكز توزيع الغاز والمواد الاستهلاكية والغذائية، والتي تعتبر من أهم متطلبات الحياة الطبيعية للسكان. ويضطر الأهالي المقيمون داخل المخيم لقطع مسافات طويلة للحصول على ما يحتاجون، في ظل انعدام المواصلات وسوء الطرق بسبب الرُكام والمستنقعات المائية الناتجة عن الحُفر في الطرقات، والتي سببها القصف الذي تعرض له المخيم إبان الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري والقوات الروسية".
وأردف أبو عيد: "يعاني سكان مخيم اليرموك صعوبة في تأمين مياه الشرب، بسبب خراب ودمار جزء من شبكة المياه المغذية للمخيم، ما اضطر العائدين لمنازلهم وممتلكاتهم إلى شراء صهاريج مياه، ما زاد من العبء المادي عليهم وأثقل كاهلهم من الناحية الاقتصادية. لكن في الآونة الأخيرة، أعلنت الشركة العامة للبناء والتعمير – فرع المنطقة الجنوبية أنها وقعت عقداً مع المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق لإعادة تأهيل شبكة مياه مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق، بقيمة 200 مليون ليرة سورية".
من جانبه، صرح محافظ دمشق لإذاعة "شام إف إم"، وفقا لـ أبو عيد، بأنه "ناقش في اجتماع عقده منذ أيام طلبات أهالي مخيم اليرموك"، مشيراً إلى أن محافظة دمشق بدأت بالفعل بتنفيذ مشاريع في المخيم، حيث أنهت صيانة شبكات الصرف الصحي بالطرق الرئيسية، كما أنهت تجهيز خطوط المياه الرئيسية".
وكان المكتب الإعلامي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قد أعلن عن سماح النظام بدخول أهالي مخيم اليرموك، من سوريين وفلسطينيين، إليه، بدءاً من 10 سبتمبر/ أيلول 2021، من دون قيود أو شروط.
وإلى الوقت الحالي، يعاني العائدون إلى المخيم من المضايقات والسرقات، وهو ما يؤكده علي أبو أحمد أحد سكان المخيم، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، لافتا إلى أن مواد البناء التي اشتراها خلال عملية ترميم منزله جرت سرقة معظمها، وهو لا يستطيع أن يقدم أي شكوى لأي جهة أمنية كون اللصوص يعملون برعاية الأمن.
وبدأ النزوح من مخيم اليرموك، الذي كان يضم قبل عام 2011 نحو 600 ألف شخص منهم 160 ألف فلسطيني، منذ نهاية عام 2012، حين قصفه النظام السوري بالطائرات، ليفرض عليه بعد ذلك حصاراً خانقاً، استمر لحين اجتياحه من قبل النظام في مايو/ أيار 2018.