استمع إلى الملخص
- حذرت الوزارة من كارثة صحية محتملة بسبب تزايد أعداد النازحين وتكدسهم في ظروف غير صحية، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض، وناشدت المؤسسات الدولية للتدخل السريع.
- أكدت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 180 ألف فلسطيني خلال أربعة أيام من التصعيد الإسرائيلي، ووصفت الظروف المعيشية في غزة بأنها "قاسية للغاية"، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
أعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت، عن خروج عدد من مراكز الرعاية الأولية ونقاط طبية من الخدمة، في المناطق التي ادعى الجيش الإسرائيلي أنها "إنسانية" بمدينة خانيونس جنوبي القطاع، إثر أوامره بإخلاء مناطق في غرب المدينة وجنوبها.
وقالت: "في ظل زيادة المربعات التي يجبر الاحتلال ساكنيها على الإخلاء قسرا في جنوب قطاع غزة، فإننا نؤكد خروج عدد من مراكز الرعاية الأولية الصحية عن الخدمة وهي: مركز بني سهيلا، ومركز جورة اللوت، ومركز عبسان، ومركز القرارة، بالإضافة إلى عدة نقاط طبية ميدانية". وأضافت الوزارة، في بيان: "لم يعد بالإمكان إعادة تشغيل المستشفى الأوروبي رغم الحاجة الماسة إلى ذلك".
ومطلع يوليو/تموز الجاري، خرج مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خانيونس عن الخدمة بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، بحسب منظمة أطباء بلا حدود. وحذرت الوزارة من احتمال توقّف مجمع ناصر الطبي بخانيونس، وهو المستشفى الوحيد الذي ما زال يعمل رغم كل التحديات والمعيقات، الأمر الذي قد ينذر بـ"كارثة صحية محققة"، بحسب البيان. وأشارت إلى أن "زيادة أعداد النازحين وتكدّسهم من دون ماء وبين أماكن جريان مياه الصرف الصحي، والنفايات المتكدسة، وبدون توفر مواد النظافة الشخصية، يجعل الأمور مواتية تماما لانتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض".
وبحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن أكثر من مليون و700 ألف نازح أصيبوا بأمراض معدية بسبب النزوح والاكتظاظ. وناشدت الوزارة المؤسسات "الدولية والأممية، التدخل السريع والعاجل لحماية ما تبقى من المؤسسات الصحية وضمان استمرار تقديمها للخدمات، وتوفير ما يلزمها من إمكانيات واحتياجات".
وفي وقت سابق السبت، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان أحياء بمناطق جنوب وغرب خانيونس بالإخلاء الفوري، بعد أقل من أسبوع على إنذار أحياء بمناطق شرق المدينة بالإخلاء.
نزوح أكثر من 180 ألف فلسطيني خلال 4 أيام
وفي سياق متصل، أكدت الأمم المتحدة، ليل أمس الجمعة، نزوح أكثر من 180 ألف فلسطيني خلال أربعة أيام من التصعيد الإسرائيلي العنيف على مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في ظل العدوان المتواصل على القطاع منذ نحو عشرة أشهر.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان، أن "الأعمال الإسرائيلية العدائية الكثيفة الأخيرة في منطقة خانيونس بعد نحو عشرة أشهر على بدء حرب ضروس، أدت إلى موجات جديدة من النزوح الداخلي في أنحاء غزة". وأكد نزوح نحو 182 ألف شخص من وسط خانيونس وشرقها بين الاثنين والخميس الماضيين، في حين لا يزال المئات عالقين في شرق المدينة.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، نزح معظم سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل بسبب العدوان المتواصل.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الظروف المعيشية "قاسية للغاية" في قطاع غزة. وأفادت وكالتها لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن 9 فلسطينيين من أصل 10 نزحوا قسراً في قطاع غزة المحاصر. وتقول: "تتكرر الصور وتسجيلات الفيديو الواردة من مختلف مناطق قطاع غزة، التي تُظهر عائلات بكاملها تحمل بعض المتاع في أكياس من النايلون أو حقائب مدرسية أو غيرها، وتفرّ من حيّ إلى آخر أو من منطقة إلى أخرى في القطاع المستهدف بآلة الحرب الإسرائيلية، وقد أجبرها الاحتلال على ذلك من خلال أوامر عسكرية مباشرة، أو من خلال قصفها من الجو والبر، أو من خلال مطاردتها برصاص قنّاصته، أو من خلال تجويعها. وتبحث تلك العائلات عن أي ملجأ، وتتعدّد المدارس المكتظة، والمباني المدمّرة، والخيام التي نُصبت عشوائياً على الرمال أو وسط أكوام من النفايات". أضافت: "لا مكان آمناً بين تلك المذكورة، ولم يعد لدى الناس أيّ مكان يقصدونه، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار".
وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت لويز ووتريدج من "أونروا": "الأمور لا تطاق في غزة، ويمكن وصفه بأنه الأسوأ على الإطلاق، كذلك لا أشك في أن الغد سيكون الأسوأ على الإطلاق مرة أخرى". أضافت: "من غير المقبول أن يعاني الناس كل ذلك، وأن يعامَلوا بهذه الطريقة".
(الأناضول، العربي الجديد)