خروج مستشفيات رفح عن الخدمة باستثناء مشفى الولادة جراء قصف إسرائيلي

28 مايو 2024
نقل شهيدي مستشفى الكويت التخصصي بمحافظة رفح، في 27 مايو 2024 (محمود بسام/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت مستشفيات رفح في غزة لاعتداءات أدت إلى خروجها عن الخدمة باستثناء مستشفى تل السلطان، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويحد من وصول المواطنين للخدمات الطبية الضرورية.
- وزارة الصحة تناشد المجتمع الدولي لحماية المرافق الصحية والطواقم الطبية، فيما تستمر الاعتداءات على المستشفيات مثل مستشفى الكويت التخصصي والمستشفى الميداني الإندونيسي، مخالفةً بذلك القوانين الدولية.
- الحرب المستمرة لأكثر من 235 يوماً في غزة تسببت في أكثر من 117 ألف بين شهيد وجريح، مع تجاهل إسرائيل للتحذيرات الدولية والأممية، مما يهدد بانهيار النظام الصحي بالكامل ويزيد من تدهور الوضع الإنساني.

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، خروج جميع مستشفيات رفح عن الخدمة، باستثناء مستشفى تل السلطان المختص بالولادة، جراء عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة. وأشارت الوزارة في بيان إلى "توسيع توغل الجيش الإسرائيلي الهمجي، واستهدافه المتعمّد للعديد من مستشفيات رفح ومراكز الرعاية الأولية بالمحافظة والتي ألحقت بها أضراراً بالغة، واستشهاد عدد من الطواقم الصحية العاملة فيها، وصعوبة وصول المواطنين إليها"، وأكدت أن ذلك "أدى بداية إلى خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة أبو الوليد المركزية، ومستشفى رفح الميداني2، ومستشفى الكويت التخصصي عن الخدمة".

مستشفيات رفح: انتهاكات الاحتلال متواصلة

وأوضحت أنه "نتيجة الاستمرار المتعمد في انتهاكات الاحتلال ضد المؤسسات الصحية باستهدافه للمستشفى الميداني الإندونيسي، ليلة أمس الاثنين، وقصف محيط عيادة تل السلطان، نشير إلى خروج كل من المستشفى الميداني الإندونيسي وعيادة تل السلطان في محافظة رفح عن الخدمة". الوزارة أكدت أنه "لم يتبق سوى مستشفى تل السلطان للولادة يصارع من أجل البقاء والاستمرار في تقديم الخدمة للمرضى في محافظة رفح"، كما ناشدت "كافة المؤسسات الدولية والأممية بضرورة توفير الحماية لكافة المستشفيات والطواقم الصحية العاملة وسيارات الإسعاف من بطش وغطرسة الاحتلال الإسرائيلي".

ومساء الاثنين، أعلن مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح صهيب الهمص، في بيان، خروج المستشفى عن الخدمة جراء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي طواقمه الطبية بشكل متكرر، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين.

ودانت وزارة الصحة "جريمة الاحتلال البشعة باستهدافه الطواقم الصحية العاملة في مستشفى الكويت التخصصي بمحافظة رفح، وارتقاء اثنين من العاملين بالمستشفى شهدين وهما في عملهما، الأمر الذي يؤكد تَعمُّد الاحتلال إبادة وانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة".

طواقم الدفاع المدني تتعرّض لـ3 استهدافات في رفح

من جهتها، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، في بيان لها، تعرّض طواقمها في محافظة رفح إلى ثلاثة استهدافات أثناء ممارسة عملها منذ منتصف ليلة أمس، حيث أطلقت طائرات كواد كابتر نيرانها عليهم بالقرب من دوار زعرب، الساعة الواحد فجراً، تلا ذلك استهدافهم بإطلاق نار من قناصة الاحتلال في منطقة محطة النجيلي، غرب رفح، ما تسبب في ضرر بزجاج مركبة الإسعاف الأمامي، وتم إطلاق قذائف مدفعية عليهم برفقة الهلال الأحمر أثناء انتشال مصابين بالقرب من دوار زعرب.

واستهجنت المديرية الاستهداف المتعمّد لطواقمها أثناء تأدية الواجب الإنساني بشكلٍ يخالف كافة القوانين والأعراف الدولية ويزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، خاصة أثناء نزوحهم، ما تسبب بارتقاء عشرات الشهداء في الشوارع والطرقات المتفرعة من شارع البحر، وناشدت المؤسسات الدولية واللجنة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني بضرورة العمل على حماية الطواقم والسماح بالتدخلات الإنسانية لنداءات الاستغاثة التي تصل من المواطنين.

الاحتلال يتجاهل التحذيرات الأممية باستهداف مستشفيات رفح

وسبق أن حذرت منظمات أممية ودولية من استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي المنظومة الصحية والطواقم الطبية في قطاع غزة، إلا أنه تجاهل تلك التحذيرات واستهدف العديد من المستشفيات، ما فاقم الأوضاع داخل القطاع. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في قطاع غزة "سينهار تماماً" بحال توقف تدفق الوقود إثر إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم. وفي السادس من مايو/ أيار الجاري أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلاً تحذيرات دولية من تداعيات ذلك، وسيطر على معبر المدينة الحدودي مع مصر.

من جهة ثانية، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، في بيان لها، أنّ طواقم الإسعاف والطوارئ التابعة للجمعية في رفح تواصل استجابتها عبر انتشال الشهداء ونقل المصابين، في منطقة تل السلطان في رفح، خلال ليلة دامية جراء الاعتداءات الإسرائيلية على منازل المواطنين.

كما أكدت إعادة تفعيل خدمات الإسعاف والطوارئ في مدينة غزة، المتوقفة منذ أربعة أشهر جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لآخر مركبة تابعة لها، وأوضحت أنّ طواقمها تمكنت من إدخال خمس مركبات إسعاف من جنوب القطاع إلى محافظة غزة، عبر تنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا). وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أنه منذ استشهاد اثنين من أفراد طاقمه خلال مهمتهما الإنسانية في إنقاذ طفلة فلسطينية قبل أربعة أشهر، لم تعد لديه مركبات تعمل في مدينة غزة.

وتنص المادة 24 من اتفاقية جنيف الأولى على وجوب احترام وحماية أفراد الخدمات الطبية الذين يقومون بالبحث عن الجرحى، أو المرضى، أو جمعهم أو نقلهم أو علاجهم، في جميع الأحوال، إضافة إلى أن المادة 11 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف تنص أيضاً على ضرورة احترام وحماية وسائل النقل الطبية في جميع الأوقات، وعلى عدم تعرّضها للهجوم.

وتتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ235 على وقع قصف عنيف على مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك مدينة رفح التي شهدت مجزرة مروعة بحق النازحين، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كبير.

وخلفت الحرب على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل حربها المدمرة بدعم أميركي، متجاهلة قراراً لمجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية" و"تحسين الوضع الإنساني" في غزة.

(الأناضول، قنا، العربي الجديد)

المساهمون