مع وجود الملايين من مرضى كورونا في المستشفيات، ووجوب المراقبة المستمرة لهم، تحمل الطواقم الطبية عبئاً كبيراً على كاهلها لإنقاذهم وتقديم الرعاية الكاملة لهم، ما يؤثر بشكل خطير على صحتهم النفسية، بحسب ما تشير مجلة "سايكولوجي توداي".
وتشير دراسة في أبريل/ نيسان الماضي، إلى أنّ 57 في المائة، من ضمن المشاركين الـ 600 بالدراسة، والذين يعملون في القطاع الطبي، ظهرت عليهم علامات الإجهاد الحادّ. و48 في المائة ظهرت عليهم علامات الاكتئاب، و33 في المائة ظهرت عليهم علامات القلق. واللافت، أنّ الممرضين ومقدمي الرعاية، ظهرت عليهم مستويات أعلى من الضغط النفسي مقارنة بالأطباء. بالمقابل، بيّنت الدراسة نقطة ايجابية، فقد أفاد 61 في المائة من المشاركين في الدراسة بأنهم شعروا بإحساس متزايد بوجود هدف ومعنى لعملهم منذ تفشي فيروس كورونا.
بدورها، وجدت مراجعة منهجية نُشرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي نتائج مماثلة. وقام باحثو صحة من إنكلترا واليونان بدمج بيانات من 13 دراسة مع أكثر من 33000 مشارك من مختلف الدول. ووجدوا أنّ ما يقارب الـ 40 في المائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يهتمون بمرضى كورونا، يعانون من الاكتئاب، وحوالي 45 في المائة يعانون من القلق.
وبحسب ما نقلت "سايكولوجي توداي"، بيّنت مراجعة منهجية أخرى لـ 117 دراسة أجراها باحثون إسبان، بشأن تحديد عوامل الخطر بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، أنّ مقدمي الرعاية الأصغر سناً ومقدمات الرعاية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوتر الحادّ، والقلق، والإرهاق، والاكتئاب.
وقدمت دراسة أجريت منذ أشهر، على 204 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في المكسيك، مزيداً من المعلومات حول من هم أكثر عرضة لوجود خطر على صحتهم النفسية. ووجد الباحثون أنّ مقدمي الرعاية الذين يعانون من أعراض سابقة للقلق والاكتئاب، كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد رعاية مرضى كورونا. وأنّ مقدمي الرعاية الذين عانوا من الإرهاق قبل الوباء، كانوا أكثر عرضة لمستويات أعلى من القلق المنهك والتوتر. وكان مقدمو الرعاية من الإناث والشباب أكثر عرضة لتدهور الصحة العقلية. وتشير هذه الدراسة، إلى أنه قد يكون من المفيد توفير فحوصات الصحة النفسية لمقدمي الرعاية أثناء تفشي الأمراض المعدية، لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر أكبر للإصابة بمشاكل نفسية وعقلية.
(العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
