أجرى مركز سدرة للطب ومعهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة دراسة بحثية بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، مثَّلت خطوة نحو تخصيص أساليب العلاج المناعي للسرطان.
وكشف الفريق الدولي المكوَّن من علماء في اختصاصات المناعة السرطانية والحوسبة والأورام والأحياء والوراثة، أنّ المناعة المضادة للسرطان والموجودة مسبقاً، تعتمد اعتماداً كبيراً على الخلفية الجينية للمريض، ما يعني أنّ المتغيرات الجينية الخاصة بكلّ شخص يمكنها بشكل فردي أن تؤثر أيضاً على الطريقة التي يحارب بها الجهاز المناعي الأورام السرطانية. وأجرت الدراسة المحوسبة تحليلاً لنحو 9 آلاف مريض يعانون من 30 نوعاً مختلفاً من السرطان.
وأوضحت جامعة حمد بن خليفة، في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، أنّ النهج الجديد غيّر في العلاج المناعي المُعتمد على تعزيز جهاز المناعة في طريقة علاج السرطان، ولكن نسبة قليلة فقط من المرضى تستجيب للعلاج.
وأجابت الدراسة البحثية عن سؤال حاسم واجه العلماء على مدار السنوات العشر الماضية، وهو: لماذا يطوَّر بعض المرضى مناعة تلقائية جزئية مضادة للسرطان، تجعلهم أكثر قابلية للاستجابة للعلاج المناعي؟ وما لو كانت هذه الاستجابة ناتجة عن الاختلاف الجيني في الحمض النووي للمرضى أم لا؟
واتبع النهج التحليلي المناعي المستخدم في الدراسة تحليل التفاعل بين الورم والخلايا المضيفة، كجزء من أحد مشاريع برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
وتحمل الدراسة المشتركة إمكانات لتحقيق المزيد من الإنجازات، وستحدد الدراسات المستقبلية ما إذا كان بإمكان "النتيجة الوراثية المناعية" المركّبة أن تكشف عن المرضى الذين من المرجّح أن يستفيدوا من علاجات مناعية معينة، بغرض تجهيز أساليب علاجية مخصّصة فعلاً. وبعد تحديد عدد من المتغيّرات الجينية التي لا تُعرف وظائفها المناعية، يأمل الفريق في أنّ تؤدي دراسة هذه الجينات بالتفصيل إلى وضع أهداف علاجية مُستجدّة.
وقال مدير قسم أبحاث السرطان في مركز سدرة للطب، والأستاذ المشارك في كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة ديفيد بيدوجينتي: "معلوم أنّ خطر الإصابة بأمراض معيّنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، على سبيل المثال، يتأثر بالحمض النووي. وتشير الأبحاث إلى أنّ هذا هو الحال أيضاً بالنسبة للاستجابة المناعية المضادة للسرطان". ولفت إلى أنّ ترجمة مثل هذه النتائج تكون في التوصل إلى ممارسة إكلينيكية لتطوير مناهج علاج مناعي مخصّصة، تراعي البصمات الجينية للمرضى، "هذا هو التحدي القادم للأوساط الطبية". وأوضح أنّ البرنامج لا يزال في بدايته، إذ يجري تصنيف مرضى سرطان الأطفال حسب جيناتهم وجهازهم المناعي لتضمين هذه الفئة في العلاج المناعي.