دراسة علمية تحذّر: ربع كائنات المياه العذبة مهدّد بالانقراض

09 يناير 2025
بركة مياه في حرم جامعة نورث إيسترن في مدينة بوسطن الأميركية، 20 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه ربع كائنات المياه العذبة خطر الانقراض بسبب التلوث والسدود والزراعة المكثفة، رغم أن المياه العذبة تمثل موطناً لأكثر من 10% من الأنواع المعروفة.
- التنوع الحيوي في المياه العذبة غني لكنه هش، مما يؤثر على سبل عيش البشر والتنمية الاقتصادية، حيث تواجه أنواع مثل العشاريات والأسماك خطر الانقراض.
- دعا معدو الدراسة إلى التحرك السريع لتغيير ممارسات إدارة المياه العذبة، حيث تتأثر 54% من الكائنات بالتلوث و39% بالسدود، مع تدهور مستمر للأراضي الرطبة.

خلصت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" إلى أنّ نحو ربع كائنات المياه العذبة (24%)، من ضمنها القشريات والأسماك والحشرات، يواجه "خطر الانقراض الشديد" بسبب "ضغوط كبيرة" مثل التلوّث أو السدود أو الزراعة المكثّفة التي تؤثّر على موائلها. وتمثّل المياه العذبة، بما في ذلك الأنهر والبحيرات والأراضي الرطبة، موطناً لأكثر من 10% من الأنواع المعروفة، بما في ذلك نحو ثلث الفقاريات ونصف الأسماك، في حين تمثّل أقلّ من 1% من مساحة سطح الأرض.

وأشار معدّو الدراسة إلى أنّ التنوّع الحيوي في المياه العذبة غنيّ جداً لكنّه هشّ جداً، فيما يمثّل تحدياً كبيراً لسبل عيش "مليارات البشر في كلّ أنحاء العالم" وللتنمية الاقتصادية، إلى جانب كونه عاملاً في التخفيف من آثار تغير المناخ. ومن بين 23 ألفاً و496 نوعاً من كائنات المياه العذبة التي شملتها الدراسة، فإنّ التهديد يطاول خصوصاً العشاريات (من بينها جراد البحر وسرطانات البحر والروبيان)، إذ إنّ 30% منها معرّضة لخطر الانقراض، فيما الخطر الذي يتهدّد أنواع الأسماك في المياه العذبة يبلغ 26%، وذلك الذي يستهدف الرباعيات (من بينها الضفادع والزواحف والطيور والثدييات) 23%، وحشرات اليعسوب 16%. وقد جرى تأكيد انقراض 89 نوعاً من أنواع المياه العذبة منذ عام 1500، فيما يُشتبه في انقراض 178 نوعاً آخر.

وحذّر معدّو الدراسة التي نُشرت في مجلّة "نيتشر"، في الثامن من يناير/ كانون الثاني الجاري، من أنّ "ثمّة حاجة ملحّة إلى التحرّك سريعاً في حال لم نكن نرغب في تدهور وضع الأنواع الأخرى أو اختفائها بدورها"، داعين إلى "تغيير الممارسات في إدارة" المياه العذبة، مع الأخذ في الاعتبار التنوّع الحيوي.

وقد تكون هذه الأرقام الخاصة بأنواع كائنات المياه العذبة المهدّدة بالانقراض أقلّ من الواقع، لأنّ المعلومات تظلّ غير كافية بالنسبة إلى عدد معيّن (23%) من هذه الأنواع، بحسب ما أوضحت الدراسة التي اعتمدت على قاعدة بيانات ومنهجية القائمة الحمراء للأنواع المهدّدة بالانقراض الموضوعة من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وتتنوّع المخاطر التي تهدّد كائنات المياه العذبة بالانقراض، إذ تتأثّر 54% من الأنواع المهدّدة بالانقراض بالتلوّث، و39% بالسدود واستخراج المياه، و37% بتغيّر وجهة استخدام الأراضي والآثار المرتبطة بالزراعة، و28% بالأنواع الغازية والأمراض. ويعاني ما يقرب من خمسة أنواع من كائنات المياه العذبة المهدّدة بالانقراض من تغير المناخ والظواهر المناخية والأحوال الجوية القاسية. وتتأثّر الأنواع المهدّدة بمعظمها (84%) بأكثر من تهديد واحد.

ويتواصل هذا التراجع، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر"، "بعيداً عن الأرصاد عموماً"، في حين تستمرّ حالة الأراضي الرطبة في التدهور، علماً أنّ 35% من هذه الأراضي اختفت بالفعل بين عام 1970 وعام 2015. وتؤكد الدراسة أنّ 65% من الأنهر التي ما زالت قائمة تواجه تهديدات متوسطة إلى عالية، وأنّ 37% من الأنهر التي يزيد طولها عن ألف كيلومتر تشهد مساراتها الطبيعية معوّقات. ويأسف الباحثون الذين أعدّوا الدراسة لأنّ النظم البيئية للمياه العذبة "لم تكن حتى الآن ذات أولوية عالية مثل النظم البيئية البحرية والبرية" في البحوث.

(فرانس برس)