كشفت دراسة حكومية، تم الكشف عنها الاثنين، أن نصف الرجال المغاربة (49 في المائة)، تعرضوا للعنف الجسدي خلال طفولتهم، ما يؤكد زيادة مستوى العنف ضد الأطفال في المجتمع، بما في ذلك الاعتداء الجنسي.
وأوضحت الدراسة التي أعدتها المندوبية السامية للتخطيط (حكومية)، حول معدل انتشار العنف، أن 52 في المائة من الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة، تعرضوا لشكل من أشكال العنف في طفولتهم، وأن 49 في المائة كانوا ضحية للعنف الجسدي، و3 في المائة تعرضوا لعنف جنسي.
وأظهرت الدراسة أن العنف الذي يتعرض له الرجال أثناء الطفولة يرتكبه في الغالب أحد أفراد العائلة، أو المقربين، وأن 62 في المائة من ضحايا العنف الجسدي يتهمون الوالدين، و21 في المائة يتهمون الإخوة، كما أن 41 في المائة منهم تعرضوا للعنف من الأساتذة، أما من تعرضوا للعنف الجنسي خلال طفولتهم، فكان 55 في المائة من الضحايا يجرمون غرباء، و25 في المائة يتهمون الجيران.
وكشفت الدراسة عن تعرض أربعة رجال من كل عشرة إلى فعل عنف واحد على الأقل خلال حياتهم، وكان لافتا أن العنف النفسي هو الشكل الأكثر شيوعا، وأن الفضاء الزوجي هو الأكثر اتساما بالعنف، إذ تعرض 31 في المائة من الرجال للعنف من الزوجة، أو الزوجة السابقة، أو الخطيبة، أو الشريكة، بينما تعرض ما يقارب 12 في المائة للعنف من أحد أفراد الأسرة غير الزوجة، و10 في المائة في الأماكن العامة، وعانى 16 في المائة من العنف أثناء مزاولة أنشطتهم المهنية، و12 في المائة خلال دراستهم.
وفي المحصلة، فإن 73 في المائة من أشكال العنف التي يعاني منها الرجال كانت نفسية، و20 في المائة جسدية، و4 في المائة جنسية، و3 في المائة اقتصادية.
وبخصوص العنف في أماكن العمل، كشفت الدراسة عن تعرض 16 في المائة من الرجال خلال الاثني عشر شهراً الأخيرة، لنوع واحد على الأقل من أعمال العنف، وخلصت إلى أن جميع أفعال العنف الممارسة في مكان العمل هي سلوكيات نفسية عنيفة.
وأوضحت الدراسة أن رجلا واحدا من كل ثمانية أشخاص تعرضوا للعنف في فضـاء الدراسـة والتدريب، وأن أكثر من 44 في المائة من حالات العنف الجسدي التي يتعرض لها الرجال تُرتكب في الأماكن العامة، كما أن الرجال الأكثر تعليما أكثر عرضة للعنف في هذا الفضاء، بينما تصل النسبة إلى 6 في المائة بين الرجال الذين ليس لديهم أي مستوى تعليمي.