دعوات لمساعدة الفلسطينيين السوريين في لبنان

04 أكتوبر 2024
مخيّم مار إلياس للاجئين الفلسطينيين في بيروت، لبنان، 6 فبراير 2024 (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني اللاجئون الفلسطينيون السوريون في لبنان من أوضاع معيشية صعبة، حيث يعيش 90% منهم تحت خط الفقر و95% يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وسط غياب الدعم الرسمي الفلسطيني.
- دعت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" إلى تقديم الدعم والحماية الدولية وزيادة المساعدات الإنسانية وفتح مراكز إيواء للاجئين، مع تزايد العدوان الإسرائيلي.
- رغم المناشدات، لم تلقَ استجابة كافية، مما دفع مئات العائلات للنزوح إلى مناطق أكثر أماناً في لبنان، بينما تسعى الجمعيات الخيرية لتقديم المساعدة.

دعت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" إلى مساعدة اللاجئين الفلسطينيين السوريين المقيمين في لبنان، في ظلّ ما يتعرّضون له وسط العدوان الإسرائيلي المشتدّ على لبنان. وطالبت المجموعة بتوفير الحماية الدولية لهؤلاء، وقد أشارت إلى أنّهم خائفون من العودة إلى سورية على الرغم من أنّ السلطات السورية اتّخذت إجراءات لتسهيل دخولهم، وذلك بسبب ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية لأسباب عديدة منها التجنيد الإجباري أو قضايا أخرى.

ورأت المجموعة ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين السوريين المقيمين في لبنان، وفتح مراكز إيواء لهم وتأمين المستلزمات الأساسية لهم، بالإضافة إلى تسهيل عودة الراغبين منهم في العودة إلى سورية، مع ضمان حقوقهم وضمان عدم المساس بهم. ويتوزّع اللاجئون الفلسطينيون السوريون المقيمون في لبنان على مناطق صور وصيدا (جنوب) والبقاع (شرق) وطرابلس (شمال) وبيروت، وذلك إمّا في المخيّمات الفلسطينية القائمة أساساً في لبنان وإمّا في المناطق السكنية اللبنانية.

وأوضحت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" أنّ هؤلاء اللاجئين يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة جداً في لبنان، ولا سيّما أنّ أحوالهم المعيشية تردّت مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وتراجع الموارد لديهم في ظلّ انتشار البطالة، مع العلم أنّ نحو 90% منهم تحت خط الفقر فيما يعاني 95% منهم من انعدام الأمن الغذائي.

ويقول مدير "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" فايز أبو عيد لـ"العربي الجديد"، إنّ الجهات الرسمية الفلسطينية غائبة في الوقت الراهن عن الأزمة التي تعصف بالفلسطينيين السوريين على الأراضي اللبنانية. ويؤكد: "يعاني اللاجئون الفلسطينيون السوريون المهجّرون في لبنان من تهميش الفصائل والجهات الفلسطينية الرسمية"، مبيّناً أنّ "أوضاعهم صعبة وقد نزح المئات منهم إلى مناطق آمنة في لبنان، فيما قُتل 14 لاجئاً فلسطينياً سورياً في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، من بينهم تسعة مدنيين وخمسة ينتمون إلى فصائل فلسطينية، من جرّاء العدوان الإسرائيلي على لبنان".

يضيف أبو عيد أنّ "على الرغم من مناشدات المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، وكذلك الفصائل الفلسطينية والجمعيات، من أجل مساعدتهم، فإنّهم لم يلقوا أيّ استجابة تُذكر، الأمر الذي زاد من شعورهم بالعزلة والخذلان وجعلهم في مهبّ الريح. وقد أُجبرت عشرات العائلات الفلسطينية السورية على العودة إلى سورية بسبب تردّي أوضاعها المعيشية وعدم توفّر مكان يؤويها"، ولفت إلى أنّ 80% من الأسر العائدة كانت تقطن في مدينة صور ومخيماتها الفلسطينية في جنوب لبنان وفي بيروت وفي منطقة البقاع".

ويفصّل أبو عيد أنّ "أكثر من 700 عائلة فلسطينية سورية نزحت من مدينة صور جنوبي لبنان كانت تعيش في مخيمات برج الشمالي والرشيدية والبص إلى مناطق أكثر أماناً في وسط البقاع وغربه (شرق). كذلك نزحت أكثر من 100 عائلة من مخيم برج البراجنة في بيروت إلى مدينة طرابلس ومخيّمَي البداوي ونهر البارد (شمال)، فيما فضّلت عائلات أخرى العودة إلى سورية".

يُذكر أنّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أفادت بأنّ 35% من النازحين لديها، والذين يعيشون في مراكز إيواء تابعة لها، هم من لاجئي فلسطين الذين نزحوا من سورية.

ويلفت مدير "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" إلى جهود الجمعيات الخيرية والأهلية الآيلة إلى مساعدة العائلات الفلسطينية السورية النازحة في داخل لبنان. وتُسجَّل مبادرات فردية تطوعية يأتي بها عدد من الناشطين الفلسطينيين السوريين، من بينهم الناشط محمود الشهابي الذي استطاع حتى اليوم تأمين المساعدة لعشرات العائلات النازحة إلى منطقة البقاع، من خلال تأمين مأوى لها وفرش ومواد غذائية. من جهته، يقول عيسى أبو ماجد، فلسطيني سوري نزح أخيراً من جنوب لبنان إلى الشمال، لـ"العربي الجديد": "حالنا حال كثيرين من النازحين اللبنانيين. واليوم أقيم عند أقارب لي في شمال لبنان"، مضيفاً: "بيتي في مخيم اليرموك (دمشق) مدمّر، ولديّ أقارب مهجّرون منه يقيمون في شمال سورية، قد أتوجّه إليهم مع عائلتي في الأيام المقبلة".

المساهمون