تحكي الكاتبة جوديث ج. وورتمان، وهي مؤسّسة منشأة إنقاص الوزن في مستشفى جامعة هارفرد الأميركية، عن العلاقة بين فيروس كورونا الذي دفع العالم إلى البقاء في البيت وزيادة الوزن، من خلال مقال نشرته في موقع "سايكولوجي توداي". تقول إنه قبل عام، حين لم نكن نعرف أن كورونا على وشك الظهور في الولايات المتحدة الأميركية، كان الكثير من الناس قلقين بشأن عدم قدرتهم على الحفاظ على نظامهم الغذائي. وصار الالتزام صعباً بسبب سيطرة الخوف على الناس من الفيروس. لم يكن هناك وقت للتفكير في اتباع نظام غذائي صحي، عندما كان الجميع يحاولون إيجاد كمامات وغير ذلك.
والآن، بعد مرور عام على تفشي الفيروس، عاش الناس خلاله قلقاً وتعباً وحزناً وأزمة اقتصادية وعزلة ونقصاً في وسائل التسلية والترفيه، كان الوصول إلى الطعام سهلاً. نحن في المنزل، فنأكل. وعندما سمح للمطاعم بإرسال الطعام الجاهز إلى منازلنا، أو شعرنا بالأمان لتناوله في الخارج، كنا نأكل. عندما وجدنا أنه يمكننا التسوق وشراء أنواع مختلفة من الطعام عبر الإنترنت، كنا نفعل ذلك ونأكل.
وأولئك الذين كانوا يذهبون عادة إلى النوادي الرياضية، أو يمارسون اليوغا في الخارج، أو يركبون الدراجة الهوائية، وجدوا أنفسهم في المنزل. وحتى حين يعاد فتحها، لا تكون آمنة تماماً بسبب عدم القضاء على الفيروس. كان لا بد لنا البحث عن بديل، كتناول الطعام. وكانت النتيجة زيادة في الوزن. هنا، لا نحتاج إلى أرقام تقنعنا بأن 2020 كان عام زيادة الوزن، بحسب وورتمان. الآن، وبعد عام، هل يجب اتباع نظام غذائي صحي؟ هل يجب الاشتراك في البرامج المعلن عنها، والتي تعدنا بفقدان الوزن بشكل شبه مؤكد؟ وإذا أوصى البرنامج بممارسة الرياضة لإنقاص الوزن، فكيف السبيل إلى ذلك؟، تسأل وورتمان.
وتقول وورتمان إن معظمنا وقع ضحية العزلة والقلق والتوتر، ودفعنا الملل إلى تناول أطعمة غير صحية. عندما يكون مكتبنا في المطبخ وعلى مقربة من الوجبات الخفيفة، وعندما يدفعنا الضغط الناجم عن السلوك المزعج من قبل أفراد الأسرة أو الحيوانات الأليفة أو غير ذلك إلى مضغ أي شيء، سنأكل. وقد نلجأ في أحيان كثيرة إلى تناول رقائق البطاطس أو المكسرات لتهدئة أنفسنا. لكن في النهاية، يترجم ذلك إلى زيادة في الوزن.
يعدّ اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن أمراً صعباً، لأنه قد يعني تغيير خيارات الطعام، ليس فقط لمن يتبع نظاماً غذائياً معيناً لإنقاص وزنه، لكن أيضاً لكلّ فرد في المنزل. من الصعب طهي وجبتين أو ثلاث وجبات لإرضاء الجميع. إذاً، الحل هو تجنب تناول الأطعمة غير الصحية قدر الإمكان، وزيادة كميات الخضار بسبب السعرات الحرارية الأقل. كما يمكن ممارسة الرياضة في البيت، والمشي في الخارج، ولو لوقت قليل.