سبل التحقق من قصف إسرائيل بيروت بقنابل الفوسفور الأبيض وإرشادات الوقاية

03 أكتوبر 2024
في موقع الغارة الإسرائيلية على الباشورة، بيروت، 3 سبتمبر 2024 (إبراهيم عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استهدفت المقاتلات الإسرائيلية منطقة الباشورة في بيروت، مما أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص، وسط تقارير عن استخدام الفوسفور الأبيض، والحكومة اللبنانية طلبت فحوصات للتأكد من صحة الادعاءات.
- خبراء أشاروا إلى إمكانية التعرف على الفوسفور الأبيض من خلال المعاينة الميدانية، حيث يمكن أن يكون ساماً ويسبب أضراراً صحية خطيرة تشمل الجهاز التنفسي والعينين.
- قدم الخبراء إرشادات للتخفيف من تأثير الفوسفور الأبيض، مثل التخلص من الملابس الملوثة وغسل الجلد والعينين بالمياه الباردة، وتجنب مصادر الاشتعال.

بعدما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية المعادية منطقة الباشورة في العاصمة بيروت، ليل أمس الأربعاء، وأدّت إلى استشهاد تسعة أشخاص بحسب الحصيلة المحدّثة أخيراً، راح يُحكى عن استخدام الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً في عملية القصف تلك. وتناقلت وسائل إعلامية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً مفادها أنّ إسرائيل استخدمت قنابل فوسفورية في استهداف مبنى يضمّ مركزاً للدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية، الأمر الذي أثار حالة من الذعر بين السكان.

ولم تُصدر الجهات الرسمية اللبنانية المعنية بياناً، حتى الساعة، تؤكّد فيه استهداف بيروت بقنابل الفوسفور الأبيض المحرّم. لكنّ مدير البحوث لدى المركز الوطني للاستشعار عن بُعد، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، شادي عبد الله أفاد "العربي الجديد" بأنّ "رئاسة حكومة تصريف الأعمال في لبنان توجّهت إلى المركز بطلب إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من صحة استخدام الفوسفور الأبيض أم لا، لكنّ نتيجة فحص العيّنات تستلزم وقتاً". أضاف عبد الله أنّ "الجيش اللبناني كشف على موقع الغارة (الإسرائيلية) مشيراً إلى أنّ لا استهداف بالفوسفور الأبيض"، علماً أنّ مديرية التوجيه في الجيش اللبناني لم تنشر أيّ بيانات بشأن ذلك.

من جهته، قال مدير مختبر علوم البيئة والمياه لدى الجامعة اللبنانية جلال حلواني لـ"العربي الجديد" إنّ "التأكّد من استخدام الفوسفور الأبيض في الغارة"، التي استهدفت منطقة الباشورة في غرب بيروت ليل أمس، "أمر ممكن من خلال المعاينة الميدانية لموقع الغارة". وشرح أنّ "ذلك ممكن من خلال التأكد من انبعاث رائحة شبيهة برائحة ثوم من موقع الغارة، في خلال الساعة الأولى التي تلي عملية القصف، وبعد ذلك من خلال بقايا رذاذ المادة على أنقاض المباني المستهدفة".

وأوضح حلواني أنّ "كميات الفوسفور الأبيض التي يستنشقها الإنسان ويمتصّها جلده قد تصل إلى مستوى سام. كذلك فإنّ الدخان الناجم عن الحرائق، التي يخلّفها الفسفور الأبيض المحرّم دولياً، ضار بالعينَين والجهاز التنفسي". ولفت حلواني إلى أنّ الأعراض التي قد تظهر لدى الأفراد الذين تعرّضوا إلى الفوسفور الأبيض بكميات كبيرة تطاول القلب والأوعية، وكذلك الكلى والكبد، في حين قد يدخل المعنيون في حالة غيبوبة. أضاف أنّ "الوفاة قد تحدث من جرّاء ذلك، إمّا بسبب الصدمة وإمّا الفشل الكبدي أو الكلوي أو تلف الجهاز العصبي المركزي أو تضرّر عضلة القلب".

إرشادات للتخفيف من تأثير الفوسفور الأبيض

وفي سياق متصل، أوصى مدير مختبر علوم البيئة والمياه لدى الجامعة اللبنانية باتّباع إرشادات معيّنة عند التعرّض لمادة الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً، أبرزها:

  • التخلّص من ملابس الأشخاص المعرّضين للقنابل الفوسفورية ومقتنياتهم بعناية، مع الأخذ في عين الاعتبار أنّ الملابس الملوّثة قد تشتعل النار فيها أو قد يتجدّد اشتعالها في حال إطفائها سابقاً. بالتالي، من الضروري وضع كلّ الأغراض الملوّثة في حاوية مغلقة مملوءة بالمياه، ووسمها بوضوح بأنّها تحتوي على مواد خطرة.
  • غسل العينَين بكمية وفيرة من المياه لمدّة 15 دقيقة.
  • غمر مناطق الجلد المصابة بالمياه الباردة أو تغطيتها بضمادات مبلّلة طوال الوقت.
  • غسل الجلد المكشوف أو الجروح باستمرار بمحلول ملحيّ أو بالمياه الباردة، أو غمرها بالمياه الباردة (بحسب المذكور آنفاً) في أثناء العمل على إزالة بقايا الفوسفور الأبيض.
  • التركيز على المياه الباردة والابتعاد كلياً عن تلك الدافئة.
  • الحرص على عدم كشف أجزاء أخرى من الجلد عند إزالة بقايا الفوسفور الأبيض. ونظراً إلى كون هذه المادة قابلة للاشتعل التلقائي، فيجب توخّي الحذر للحؤول دون التعرّض لكلّ مصادر الاشتعال، من قبيل اللهب المكشوف والمعدات الكهربائية.
  • تجنّب استخدام المراهم الدهنية أو الزيتية التي قد تزيد من امتصاص الجلد لمادة الفوسفور الأبيض.
المساهمون