قالت والدة أحد السجناء في سجن "ليمان وادي النطرون 430" في مصر، إن هذا السجن "بيمسك المساجين يطحنهم" في إشارة إلى الانتهاكات الجسيمة والتعذيب الذي يتعرض له نجلها ومساجين آخرون.
وقالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إنها تلقّت عدداً من الشكاوى والاستغاثات من ذوي عدد من السجناء الجنائيين في سجن "ليمان وادي النطرون 430"، عن تعرّض ذويهم لحفلات تعذيب مستمرة، وللقمع من قبل عدد من الأمناء والمخبرين، تحت إشراف وبأوامر مباشرة من رئيس المباحث "مؤمن عويس"، حيث يصادرون المستلزمات الشخصية الضرورية الخاصة بالسجناء ويعتدون عليهم بالسبّ والضرب وإرسال عدد منهم إلى زنازين التأديب لفترات طويلة، وحرمانهم من الزيارات، وتهديد عدد آخر من السجناء بالتغريب إلى سجون بعيدة عن محل إقامة أسرهم، وتهديدهم بعمل قضايا كيدية لهم من الداخل.
وأضافت الشبكة أنه خلال الشهور الأخيرة قدم عدد من أهالي المسجونين بلاغات وشكاوى ضد ضابط المباحث مؤمن عويس إلى وزارة الداخلية وإلى النائب العام المستشار حماده الصاوي، للعمل على وقف كافة الانتهاكات التي يقوم بها عويس ومعاونوه ولكن دون جدوى. وطالبت الشبكة المصرية، الجهات المصرية المختصة، بالتفتيش المستمر على السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة والعمل على وقف كافة الانتهاكات.
وروى أحد المحتجزين السابقين للجبهة المصرية لحقوق الإنسان، أنه تعرّض لمجموعة من الانتهاكات في السجن، كان من ضمنها أنه عند دخوله السجن في البداية تم حلق نصف شعر رأسه عنوة وترك النصف الآخر، كما تم نقله خلال فترة احتجازه إلى زنزانة انفرادي في عنبر التأديب، وكانت هذه الزنزانة لا يوجد بها حمام، ويوجد فقط إناء للمياه غير نظيف حيث يمكن قضاء حاجته. ولا يُقدم له على مدار اليوم سوى زجاجة مياه واحدة فقط، ووجبة واحدة وهي رغيف خبز وقطعة حلاوة طحينية، ولا يُسمح له بالخروج من الزنزانة على الإطلاق، حيث يظل محتجزًا فيها طوال اليوم.
ووفقًا لشهادة أحد المحتجزين السابقين الذين وثقت معهم الجبهة المصرية، تم تخصيص أحد زنازين "الإيراد" له ولمجموعة من المحتجزين بلغ عددهم 50 شخصاً، وكانت الزنزانة مكتظة بالسجناء، ولا تحتوي على أسرّة للنوم عليها، فكل فرد كانت لديه بطانيتان فقط، واحدة للنوم عليها وأخرى للتدفئة، إلا أنه كان من الصعب الحصول على تدفئة كافية ببطانية واحدة، مما تسبب في إصابة بعض المحتجزين بأمراض في المفاصل. أما عن التهوية داخل الزنزانة فكانت رديئة، حيث يوجد شباك واحد في بابها، كما كانت الزنزانة مليئة بالحشرات نظراً لسوء وضع المعيشة والنظافة بها، حيث كانت الزنزانة خالية من أية أدوات للنظافة أو أية وسائل يمكن استخدامها للمعيشة اليومية، ويعاني على إثر ذلك الكثير من المحتجزين من الحساسية والطفح الجلدي.
يتكون ليمان وادي النطرون من أربعة سجون: وادي النطرون(1)، وادي النطرون(2)، ليمان 430، ليمان 440، وتقع السجون الثلاثة الأخيرة داخل سور المجمّع، ولكل منها سور آخر منفرد وإدارة مستقلة، أما سجن وادي النطرون(1) فيقع خارج المجمع على الطريق الصحراوي.
وطبقاً للشبكة العربية لحقوق الإنسان، تبلغ الطاقة الاستيعابية لسجن وادي النطرون (1) حوالي 1600 سجين، وينقسم السجن إلى ثلاثة عنابر تضم 54 زنزانة مخصصة للمحتجزين السياسيين، ويتضمن كل عنبر 18 زنزانة تأخذ شكل حرف H، وملحق بكل عنبر دورتا مياه.
ويوجد في عنبري (1) و(2) زنازين فردية للإيراد، مساحتها 4×6 أمتار وارتفاعها 4 أمتار، وجدران الزنزانة من الخرسانة المسلحة التي يصل سمكها إلى أكثر من 30 سم وكذلك الأرضية. وفي كل زنزانة يوجد 3 فتحات، واحدة منهم أعلى باب الزنزانة ومصنوعة من أسياخ حديدية وأسلاك شبكية شديدة الضيق، ومساحتها 250 سم×20 سم. أما الفتحتان الأخريان فتقعان على الجدار المقابل لباب الزنزانة، وتبلغ مساحة كل منهما 100سم×20 سم وارتفاعهما عن باب الزنزانة يبلغ 3 أمتار، ولا تسمحان بدخول أشعة الشمس والتهوية، حيث تطلان على زنزانة أخرى تقع خلفهما.
يحيط بسجن ليمان 430 سور ارتفاعه حوالي عشرة أمتار، وله بوابة واحدة للدخول والخروج يبلغ ارتفاعها حوالي ستة أمتار. يقع مبنى إدارة السجن في مواجهة البوابة، وعلى يمين المبنى يوجد مبنى مخصص للزيارة وله مدخلان، أحدهما أمام بوابة السجن لدخول الزوار، والآخر في الخلف للدخول إلى عنابر السجن والمستشفى، وعلى يمين المستشفى يوجد مبنى الإعدام.
وينقسم السجن إلى 12 عنبرا وكل عنبر يتكون من قسمين، كل قسم فيهما يضم 9 زنازين موزعة على قسمين، قسم به خمس زنازين، وقسم آخر به أربع زنازين بالإضافة إلى ساحات للتريض، كما يتضمن هذا القسم زنازين انفرادية وعنبرا للإعدام. وتحتوي كل زنزانة على دورة مياه واحدة وخمس فتحات صغيرة للتهوية.