كشف باحثون في جامعة كاليفورنيا- ديفيس عن أنّ نصف النساء في العالم سيواجهن صورة ماموغرام واحدة إيجابية كاذبة على الأقل خلال عقد من فحصهن السنوي لسرطان الثدي باستخدام التصوير المقطعي للثدي.
والصورة الماموغرامية هي الأشعة السينية منخفضة الجرعة المستخدمة لفحص الثدي وتشخيص الأورام.
ووفقاً للدراسة التي نشرت يوم 25 مارس/آذار الماضي في مجلة جاما نيتوورك أوبن (JAMA Network Open)، فإن خطر النتائج الإيجابية الكاذبة بعد 10 سنوات من الفحص أقل بكثير لدى النساء اللواتي يخضعن للفحص كلّ عامين. والنتيجة الإيجابية الكاذبة هي وضع علامة على صورة الثدي الشعاعية على أنها غير طبيعية، لكن رغم ذلك يتبيّن أن لا ورم سرطانياً في الثدي.
انتشار سرطان الثدي
ويعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في العالم. وتُشخص النساء المصابات به باكراً، أي عندما يقتصر الورم على الثدي نفسه أو بعض الأنسجة المجاورة. لكن عند بعض النساء، ينمو السرطان وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، أو يعود في جزء مختلف من الجسم بعد سنوات عدة من الانتهاء من العلاج الأولي. في هذه المرحلة، يصبح علاج السرطان أكثر صعوبة ويزداد خطر الوفاة.
ويشُخص الأطباء حوالي 2.3 مليون شخص بسرطان الثدي كل عام حول العالم، علماً أنّ هذا الورم يعدّ السبب الرئيسي الثاني للوفاة المرتبطة بالسرطان عند النساء في الولايات المتحدة، حيث أجريت الدراسة.
ويعد الكشف المبكر باستخدام فحص التصوير الشعاعي للثدي استراتيجية رئيسية لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي المتقدم والوفاة بسبب هذا المرض.
النتيجة الكاذبة
ويقصد الباحثون بالنتيجة الإيجابية الكاذبة، في تفاصيلها، التقييم الإيجابي للتصوير الشعاعي للثدي الذي يؤدي إلى مزيد من العمل التشخيصي من دون وجود تشخيص لسرطان الثدي.
وعند اكتشاف تشوهات في صورة الثدي الشعاعية، يستدعي الأطباء المريضة لإجراء فحوصات تصوير ومتابعة إضافية. فإذا اكتشفوا خلو الثدي من السرطان في نهاية التقييم التشخيصي، ولمدة عام واحد بعد استدعاء المريضة، تكون المريضة قد حصلت على نتيجة إيجابية خاطئة.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أوضحت رئيسة قسم الإحصاء الحيوي في قسم علوم الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا - ديفيس ديانا ميغليوريتي، وهي كبيرة معدّي الدراسة، أنّ النتائج تكشف عن أنّ احتمال تلقي نتيجة إيجابية خاطئة واحدة على الأقل خلال فترة 10 سنوات كانت في أحسن الأحوال "أقل بشكل طفيف في التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد للثدي مقابل التصوير الشعاعي ثنائي الأبعاد، لكن الفاصل الزمني للفحص كلّ عامين".
وأضافت ميغليوريتي أنه لم يكن لتكنولوجيا الفحص التأثير الأكبر في تقليل النتائج الإيجابية الكاذبة، وأنّ من بين العوامل الأخرى التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بانخفاض مخاطر الحصول على نتيجة كاذبة، الفحص كل عامين ووجود ثدي "غير كثيف". كما كانت النساء الأكبر سناً أقل عرضة للحصول على نتيجة إيجابية خاطئة.
وفقاً للباحثة، تسلط النتائج الضوء على أهمية المناقشات بين المرضى ومقدمي الخدمات حول الصحة الشخصية، وأهمية مراعاة تفضيلات المريض وعوامل الخطر عند اتخاذ قرار بشأن فترة الفحص وطريقته.
وحلّل الباحثون البيانات التي استندت إلى 3 ملايين صورة شعاعية للثدي لفحص 903.495 امرأة تراوح أعمارهن بين 40 و79 سنة. وأجريت الفحوصات في الفترة بين عامي 2005 و2018 في 126 منشأة للأشعة. وكشفت النتائج أنه في حين يتم استدعاء حوالي 12 في المائة من صور الثدي الشعاعية ثنائية الأبعاد لمزيد من الفحوصات، فإنّ 4.4 في المائة فقط من هؤلاء الذين يستدعين للفحص، أو 0.5 في المائة بشكل عام، تكون نتائجهن التشخيصية في النهاية إيجابية بسرطان الثدي.
وأشارت ميغليوريتي إلى أنّ الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يتطلب توخي الحذر والتحقيق في أي نتائج غير طبيعية محتملة. لذلك، لا ينبغي أن تقلق النساء إذا استدعين لإجراء مزيد من التصوير أو الخزعات، وأضافت أنه نظراً لأنّ النتائج الإيجابية الكاذبة شائعة جداً، فمن المهم إيجاد طرق لتقليل القلق الذي قد تتعرض له النساء بسبب هذه النتائج.