وسط العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، راح الفلسطينيون يتناولون المياه غير الصالحة للشرب، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية في غزة، اليوم الاثنين، محذّرة من "أزمة صحية خطرة تهدّد حياة المواطنين".
وأوضحت الوزارة، في بيان، أنّ "قطاع غزة يعاني من أزمة حادة جداً في توفّر مياه الشرب"، موضحة أنّ "الاحتلال لم يضخّ أيّ ليتر من مياه الشرب إلى أيّ من محافظات القطاع لليوم العاشر على التوالي".
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، أمس الأحد، أنّها استأنفت ضخّ المياه إلى جنوبي قطاع غزة بموجب اتفاق مع واشنطن. لكنّ المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم نفى ذلك اليوم الاثنين.
وفي هذا الإطار، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أوّل من أمس السبت، من أنّ "أكثر من مليونَي شخص في قطاع غزة يواجهون خطر نفاد المياه بسبب الحصار الإسرائيلي المُطبق".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد أعلن، في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بعد يومَين على بدء العدوان، فرض "حصار شامل" على قطاع غزة، قائلاً: "لا كهرباء ولا طعام ولا مياه ولا وقود" سوف تصل إلى القطاع.
وفي ما يتعلّق بضخّ المياه، أفاد مساعد وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنّ المياه تُضَخّ في بني سهيلا بالقرب من خان يونس، رافضاً الخوض في تفاصيل تتعلّق بكميّة تلك المياه. وأشار كاتس، أمس الأحد، إلى أنّ إعادة ضخّ المياه إلى جنوبي غزة من شأنه أن يشجّع المدنيين الفلسطينيين على التجمّع هناك.
يُذكر أنّ السلطات الإسرائيلية كانت قد أمرت سكان شمالي قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، بالمغادرة إلى الجنوب. وفي هذا الإطار، أفاد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف بأنّ نحو 70 ألف شخص فقط نزحوا من شمالي غزة في اتجاه جنوبيها، نافيا ما أعلنه الجيش الإسرائيلي سابقاً عن نزوح 600 ألف فلسطيني إلى الجنوب الذي زعم أنّه "مناطق آمنة".
ولليوم العاشر على التوالي، تكثّف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة مستهدفة المباني السكنية والمرافق، الأمر الذي أسفر عن مقتل 2808 أشخاص وإصابة 9850 آخرين، إلى جانب نزوح جماعي في القطاع قدّرته الأمم المتحدة بمليون، بالإضافة إلى قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمواد الأساسية الأخرى عن القطاع.
ويعاني سكان قطاع غزة، في الأساس، من أوضاع معيشية متدهورة جداً، من جرّاء حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2006.
(الأناضول، رويترز)