تعيش المرأة السورية المُهجّرة تحت وطأة معاناة كبيرة في ظل تحدّيات جمّة وأوضاع إنسانية مزرية تتوزع بين مرارة النزوح وقسوة التهجير، كما تفتقد لأبسط الاحتياجات، وتبقى أحلامها بسيطة جداً في يوم المرأة العالمي الذي يوافق 8 مارس/ آذار من كل عام.
وتحلم مُهجّرات سوريات بالعودة إلى مناطقهن وانتهاء كابوس التهجير، وفق ما تقول عيشة حمدو وهي أم لأربعة أطفال لـ"العربي الجديد": "نحن نازحون من ريف حلب الغربي، كنا نسمع بعيد المرأة، لكن حالياً نسيناه وهو يوم كغيره من الأيام لنا".
وتضيف المتحدثة بحرقة: " لقد أهينت المرأة السورية كثيراً، وتجرّعت المرّ سواء جسدياً من ضرب وعنف أو معنوياً من التشرد والتنقل بين الخيام، كثيرات فقدنَ أقاربهن، ونرجو العودة إلى دفء بيوتنا".
أما سماح إبراهيم، وهي أمّ لستة أطفال فتتحدث عن الحياة الصعبة التي تعيشها المرأة في الخيمة، وتقول لـ"العربي الجديد": "نزحت من جبل الزاوية إلى المنطقة هنا في إدلب، أؤدي بصعوبة أشغال الطبخ والكنس والغسل ورعاية الأبناء والصبر على المرض الذي أعانيه ويزيده دخان موقد الطعام سوءاً".
وتضيف " يوم المرأة لا يعنيني في شيء، فأنا غارقة في همومي ومسؤولياتي ورعاية أسرتي بأقل الإمكانيات".
أما خديجة الشامي، التي تعيش ألم الغربة والفقد فتقول لـ"العربي الجديد": "فقدت المرأة السورية أهلها وأقرباءها وأولادها، لم أر أهلي منذ 7 سنوات، ولا أستطيع التواصل مع إخوتي، بالإضافة إلى أننا محرومون من أبسط الأساسيات".
وتتابع "أريد أن أعود إلى الشام وأن أرى بلدي وما بقي من أهلي، لقد مات ابني ولم أره، وفقدت أمي دون ألقي عليها نظرة أخيرة، هذه ليست حياة، الماء والخبز بالمال، والدواء شبه مفقود، والنقاط الطبية قليلة، وفي كل شتاء معاناتنا متكررة، الطين يملأ المكان، ولا خصوصية في الخيمة، في الليل أضواء عاكسة وفي النهار أبواب مفتوحة، لا نزيل الحجاب أبداً عن رأسنا".
وتابعت الشامي " المساعدات التي تصل إلينا أحياناً تكفي بصعوبة لـ 20 يوماً، لقد نزحت إلى الغوطة وحوصرت وبقيت هناك في الأقبية، إلى جانب 35 عائلة، هناك أشخاص سلّموا أنفسهم، ثم أمضينا في أريحا حوالي العام ومن ثم نزحنا إلى ميدانكي، ثم نزحنا إلى هنا. كنا في منطقة مقطوعة، وحالياً نعاني كل المستويات من المصاعب".
بدورها تعيش السورية أمل عجاج المعاناة نفسها، كما تبين لـ"العربي الجديد": "لا راحة لنا ولا وقت للاحتفال بيوم المرأة، أحوالنا صعبة جداً، نفكر في ما سنطعم به الأطفال كل يوم، ونسد الأفواه الجائعة، أما المرأة السورية فينقصها كل شيء، والمساعدات متوقفة، وفرص العمل شبه منعدمة حتى للرجال".