استمع إلى الملخص
- إجراءات متبادلة بين البلدين: القرار السوري يأتي كرد على إجراءات لبنانية مماثلة، حيث تطبق الحكومة اللبنانية شروطًا على دخول السوريين، مما يعكس مبدأ "المعاملة بالمثل".
- توترات حدودية: الإجراء السوري قد يكون احتجاجًا على مناوشات بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة سورية، حيث وقعت اشتباكات بعد محاولة فتح معبر غير شرعي.
اتخذت السلطات السورية، الخميس، قراراً بمنع دخول اللبنانيين إلى أراضيها عبر المعابر الحدودية، باستثناء الحاصلين على إقامة رسمية في سورية. وأكدت مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد" أن هذا القرار يعود لأسباب أمنية بحتة، دون صدور أي تعليمات سياسية أو دبلوماسية رسمية في هذا الصدد. وأفاد موقع "لبنان 24" بأن عدداً كبيراً من الفانات (الحافلات الصغيرة) المتجهة إلى سورية عبر معبر المصنع - جديدة يابوس عادت أدراجها، التزاماً بالقرار الجديد. كما انتشرت معلومات تشير إلى فرض قيود إضافية على دخول اللبنانيين، تضمنت ضرورة تقديم إثبات إقامة أو حجز فندقي مسبق.
ويأتي هذا الإجراء السوري الجديد بالتزامن مع إعادة تنظيم العمل في الدوائر الحدودية، في خطوة اعتبرها البعض رداً على إجراءات مماثلة تطبقها الحكومة اللبنانية على السوريين، تتعلق بشروط دخولهم إلى لبنان. وأشار مصدر من مديرية الجمارك السورية العامة لـ"العربي الجديد" إلى صحة القرار بمنع دخول اللبنانيين إلى سورية إلا لتقديم إقامة للحصول على الإقامة السورية وحجز فندقي مسبق، دون أي تصريح رسمي حتى اللحظة.
وأوضح أن اللبنانيين الذين دخلوا إلى سورية خلال الأيام الماضية بطريقة غير قانونية سوف يُسمح لهم بالعودة إلى أراضيهم، ولكن لن يسمح لهم مرة أخرى بالدخول إلى سورية إلا وفق الشروط الجديدة. ولفت المصدر إلى أن إدارة المعابر بدأت اليوم بالاشتراك مع إدارة الأمن العام دوريات مكثفة على الحدود اللبنانية - السورية بهدف منع الدخول عبر طرق التهريب، مُشيراً إلى أن هناك عشرات الأشخاص الذين دخلوا من لبنان إلى سورية خلال الأيام الماضية كانوا يحملون معهم عملة دولار مزورة ومجمدة بهدف تصريفها في الأسواق السورية.
من جهته، قال مسؤول في الأمن العام اللبناني المشرف على المعابر الحدودية إن الجهاز "لم يتبلغ بأي إجراء جديد من الجانب السوري"، لكنه "فوجئ بإغلاق الحدود" أمام اللبنانيين. وتحدث المسؤول الأمني عن "أخبار" بفرض قيود على دخول اللبنانيين وفق مبدأ "المعاملة بالمثل، أي بنفس الشروط التي يفرضها اللبنانيون على السوريين لجهة حيازة إقامة أو حجز فندقي. وقال مصدر أمني آخر على معبر المصنع، وهو النقطة الحدودية الرئيسية بين البلدين، لفرانس برس: "يبدو أن هناك إجراءات جديدة من الجانب السوري" تسمح فقط بعبور اللبنانيين الذين يحملون إقامة أو إذنا بدخول سورية.
ورجّح مصدر عسكري بأن يكون الإجراء خطوة احتجاجية بعد "مناوشات بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة سورية على الحدود، حيث اعتقل الجيش عناصر من المسلحين ثم أخلى سبيلهم"، بحسب ما أفاد المصدران الأمنيان وكالة "فرانس برس" الجمعة.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان الجمعة أنه "بتاريخ 3/1/2025، أثناء عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون - بعلبك، حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة، فأطلقت عناصر الجيش نيراناً تحذيرية في الهواء". وأضاف أنه إثر ذلك "عمد السوريون إلى إطلاق النار نحو عناصر الجيش، ما أدى إلى إصابة أحدهم ووقوع اشتباك بين الجانبين".