سجّلت مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية اختطاف فتاتَين قاصرتَين منذ مطلع عام 2024 الجاري، إحداهما في مدينة حلب والثانية في ريف محافظة الحسكة. ويتّهم الأهالي، في حالات خطف القاصرات عموماً، الشبيبة الثورية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.
وقد اختُطفت الفتاة مايا عز الدين شاكر من أمام منزلها في مدينة عامودا بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية من قبل مجموعة تابعة للشبيبة الثورية المعروفة محلياً باسم "جوانن شورشكر"، في 18 يناير/ كانون الثاني الجاري، بحسب ما صرّح والدها أحمد في حديث معه عبر فضائية "روداو"، أمس الاثنين.
وأتت الحادثة التي وقعت ضحيتها شاكر، بعد حادثة خطف الفتاة روكان أحمد مصطفى، البالغة من العمر 15 عاماً، من حيّ الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في مدينة حلب.
ويتحدّث أحمد، والد روكان، لـ"العربي الجديد" عن اختطاف ابنته التي لم يُعلَن عنها. فيخبر أنّه راجع قوى الأمن الداخلي (الأسايش) بعد فقدانها، مشيراً إلى أنّها غادرت المنزل بعد شجار مع والدتها. وبحسب ما أفاده عناصر أمنيون، فقد قصدت مكتب العمليات التابع لـ"الأسايش". وبعد أيام، راجع "الأسايش"، فأُبلغ أنّ ابنته التحقت بوحدات حماية المرأة، وسلّموه حلقاً كانت تضعه بالإضافة إلى هويتها الشخصية. وعلم أنّ ابنته نُقلت إلى منطقة الجزيرة، لكن عند مراجعة مركز "الأسايش" هناك أنكروا وجودها لديهم. ويشدّد والد روكان: "أطالب بعودة ابنتي... أناشد الجميع بأن يعيدوها".
في هذا الإطار، تقول الحقوقية منتهى عبده لـ"العربي الجديد": "بحسب المتعارف عليه في القوانين والأعراف الدولية والمعاهدات عموماً، ولا سيّما ميثاق الأمم المتحدة، لا يجوز تجنيد الأطفال دون 15 عاماً في أيّ نزاع مسلّح، وبالتالي يُعَدّ خلاف ذلك جريمة حرب". وتضيف أنّ "القوانين الوطنية في كلّ دول العالم تؤكد أنّه لا يجوز تجنيد الأطفال دون سنّ البلوغ. والأمر كذلك في سورية حيث لا يمكن لأيّ شخص لم يبلغ 18 عاماً أن يلتحق بالقوات المسلحة".
تجدر الإشارة إلى أنّ القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي كان قد وقّع، في عام 2019، اتفاقاً مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنيّة بالأطفال والنزاع المسلح فيرجينيا غامبا، يمنع تجنيد الأطفال دون 18 عاماً.