يتخوف جزء من السكان في المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام السوري بمحافظة إدلب، شمال غربي سورية، من تداعيات تفشي فيروس كورونا الجديد بين طلاب المدارس، في الوقت الذي أصدرت فيه حكومة الإنقاذ المنبثقة عن جبهة تحرير الشام، أمس الجمعة، بياناً أكدت فيه تأجيل العام الدراسي في المنطقة.
ولم تصدر مديرية التربية في إدلب أي بيان بخصوص بداية العام الدراسي الجديد، حيث يرى البعض أن الأولوية ضبط التجمعات والأسواق وإعادة الطلاب إلى المدارس، أما في المخيمات، التي يقطنها ما يزيد عن مليون ونصف مليون شخص، فيبدي النازحون مخاوفهم من عودة الطلاب للمدارس، كون معدل الإصابات اليومي الموثق بفيروس كورونا يتجاوز 1300 إصابة حداً أدنى، فهذه المدارس يمكن أن تتحول لحلقة تفش ونقل لعدوى الفيروس بين الطلاب ومن ثم عائلاتهم.
المدرس عبد السلام يوسف، مدير مخيم التح في إدلب، أبدى مخاوفه من تفشي الفيروس بين الطلاب داخل مدرسة المخيم في ظل نقص الإمكانيات، وقال لـ"العربي الجديد": "لدينا في المخيم مدرسة ابتدائية، وكمدير للمخيم، أجريت بعض المسحات لبعض الطلاب في المدرسة وكانت النتائج سالبة".
وتابع يوسف "هناك تخوف شديد لدينا، ككادر للمدرسة وإدارة المخيم، من وصول الفيروس إلى المخيم، وإلى الطلاب في المدرسة، إذ هناك إجراءات ضعيفة جداً من قبل المنظمات ولا نملك أي شيء من الكمامات أو المعقمات، ولا يوجد دعم بهذا الخصوص، ونعاني من نقص شديد في المعقمات والكمامات وفي أماكن العزل، ناشدنا جميع المنظمات في الشمال السوري اتخاذ إجراءات أكثر جدية للمخيمات، ففي المدن يمكن لهم الحجر داخل منازلهم، بسبب توفر المياه والمعقمات وما شابه ذلك، أما في المخيم، فإذا تفشى الفيروس بشكل كبير فستحصل كارثة إنسانية بحق الأهالي والطلاب في المدارس الذين يتعلمون داخل المخيمات".
في مخيم البركة القريب من بلدة دير حسان، سُجلت العديد من الإصابات بين النازحين بفيروس كورونا، ووجد جزء من السكان بتأخير العام الدراسي فرصة للوقاية منه، وقالت فاطمة، أم لأربعة أطفال ومهجرة من ريف حمص الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إن ابنتها الكبرى في الصف الخامس ولديها ابن في الصف الأول، ولكنها متخوفة لأن الأوضاع خطيرة كون الطلاب قد ينقلون العدوى لذويهم.
وأشارت فاطمة إلى أن هناك من لا يصدق أن الفيروس موجود، وهناك أناس يموتون بسببه "بالنسبة لي الوقاية خير من الإصابة وتلقي العلاج، ويمكن أن يعود الطلاب للمدارس، لكن نرجو أن تتخذ المدارس احتياطات لمنع انتشار كورونا بينهم".
ويرى المدرس مصطفى المحمد، من مدينة بنش، أن إغلاق المدارس وتأجيل العام الدراسي لن يجدي كثيراً، حيث برر وجهة نظره لـ"العربي الجديد" بوجود حالة عامة من التجاهل بين الناس لخطر الفيروس، برغم عدد الإصابات المرتفع، مؤكداً أن الدوام الفيزيائي للطلاب في المدارس فيه فائدة ونفع أكثر من التأجيل والدوام عن بعد.
وكانت الحكومة السورية المؤقتة أصدرت بياناً في 30 أغسطس/ آب، أعلنت فيه عن بدء العام الدراسي الجديد بتاريخ 18 سبتمبر/ أيلول، وعمم على مديريات التربية في كل من حماة وإدلب وحلب واللاذقية، ولم يصدر عنها أي بيان بخصوص تأجيل العام الدراسي أو تعليقه.