استمع إلى الملخص
- تزايدت معدلات الجريمة في سورية بشكل ملحوظ، حيث سجلت 296 جريمة قتل متعمد منذ بداية العام، مما جعل البلاد تحتل المركز الثامن عالميًا في معدلات الجريمة، وفقًا لموقع "نمبيو".
- يعزو الأخصائيون النفسيون ارتفاع معدلات الجريمة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بعد الحرب، بالإضافة إلى انتشار المخدرات، مما أدى إلى تفاقم العنف الأسري والجرائم.
قتل وأصيب أكثر من عشرة أشخاص في مدينة الميادين بريف دير الزور شرقي سورية، يوم الخميس، جراء إطلاق نار نفذه أحد عناصر مليشيات الدفاع الوطني خلال حفل زفاف. وأوضح محمد الجاسم، أحد سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد" أن من بين القتلى العروس، وجدتها، ووالدها، وشقيقة والدها، بينما أصيبت والدة العروس بجروح خطيرة.
وأضاف الجاسم أن "الهجوم وقع في شارع الأربعين، حيث استخدم المهاجم قنابل يدوية وهاجم الحضور خلال الحفل". وأشار إلى أن "الدافع وراء الهجوم لا يزال غير مؤكد، وسط شائعات بأن المهاجم أراد الزواج من العروس ورفضت عائلتها، مما دفعه إلى ارتكاب الجريمة".
تابع الجاسم قائلاً: "عناصر المليشيات في المدينة يتجولون بالسلاح دون أي رادع، سواء من قبل قيادة هذه المليشيات أو من قوات أمن النظام، ما يجعل الوضع الأمني في المدينة متدهوراً".
في سياق متصل، ذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن أربعة أشخاص قُتلوا، من بينهم دلال رزوق المختار، وأصيب ثمانية آخرون بجروح متفاوتة جراء اقتحام أحد عناصر مليشيات الدفاع الوطني لحفل الزفاف في شارع الأربعين، حيث استخدم الرصاص الحي والقنابل اليدوية. وأكدت الشبكة أن المهاجم أقدم على الانتحار بعد الهجوم.
وفي حادثة منفصلة وقعت قبل أيام في مدينة البوكمال بريف دير الزور، أقدم شاب على قتل شقيقه بإطلاق النار عليه من مسدس شخصي بسبب خلافات مالية بينهما. ووفق تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، تصاعد الخلاف بين الشقيقين ليصل إلى مواجهة مسلحة، ما أدى إلى مقتل أحدهما فورًا بعد تلقيه عدة رصاصات.
مقتل خمسيني في طرطوس
في حادثة جديدة ضمن سلسلة الجرائم المتزايدة في سورية، قُتل رجل خمسيني مساء أمس بعد إطلاق نار مباشر عليه من قبل مسلحين مجهولين، اقتحموا محله التجاري في حي الغدير بمدينة طرطوس غربي سورية، قبل أن يلوذوا بالفرار، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
شهدت سورية ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الجريمة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية وضعف الأجهزة القانونية لدى سلطات الأمر الواقع. وبهذا، أصبحت البلاد واحدة من الدول ذات معدلات الجريمة العليا عالمياً.
وأوضح الأخصائي النفسي هاني الجبيلي، لـ"العربي الجديد"، أن "الجرائم قبل الحرب السورية كانت تقتصر غالباً على العنف الأسري، مثل جرائم الشرف وتقييد حريات المرأة أو نزاعات الميراث. لكن بعد الحرب، ظهرت أسباب إضافية لهذه الجرائم، مثل تردي الوضع الاقتصادي وانخراط المرأة في سوق العمل، مما زاد حالات الابتزاز والعنف الأسري". كما أشار الجبيلي إلى دور المخدرات في تفاقم الوضع، مما ساهم في ارتفاع معدلات الجرائم في البلاد
وسجلت مناطق سيطرة النظام السوري منذ مطلع العام الحالي، 296 قتيلاً جراء جرائم القتل المتعمد، بينهم 19 طفلاً و55 امرأة و222 رجلًا، وذلك ضمن 268 جريمة.
ووفقًا لموقع "نمبيو" المتخصص في مراقبة مؤشرات الجرائم وجودة العيش في العالم، تحتل سورية المركز الثامن عالميًا في معدلات الجريمة، والمرتبة الثانية في قارة آسيا بعد أفغانستان. وتبرز الإحصائيات الفجوة الكبيرة في الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدلات الجريمة، حيث تختلف العوامل المؤثرة بين فترات ما قبل الحرب وبعدها.