استمع إلى الملخص
- محمد الصياد وعمر الفطراوي عبّرا عن ارتياحهم لوصولهم رغم الصعوبات، وأشارت أطلال الدسوقي إلى تأخر دخولهم بسبب الشرطة العسكرية، لكن الأهالي ساعدوا في تسهيل العبور.
- بلغ عدد السوريين العائدين 219,500 شخص، بينما نزح 78,500 لبناني إلى سوريا، مما يعكس الأزمة الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.
واجه سوريون عائدون من لبنان هربا من العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الجنوب اللبناني، قسوة الطريق وطول السفر، وقلة الطعام، وساعات من الانتظار على الحدود السورية اللبنانية قبل أن يؤذن لهم بالدخول، مما ضاعف من تعقيد رحلة العودة التي أثقلت كاهل السوريين المجبرين على خوضها هرباً من العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأملاً في الوصول إلى المنطقة الآمنة نسبياً في إدلب شمال غربي سورية.
سوريون عائدون من لبنان يروون فاصلاً من المعاناة
بداية رحلة العودة إلى سورية كانت بمغادرة المناطق الأكثر استهدافا من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية في لبنان، ومن ثم الوصول إلى المناطق الحدودية مع سورية، ومنها يدخل العائدون إلى الأراضي السورية، وهي المرحلة التي استغرقت أياماً سبّبت مضاعفة معاناة العائدين، خاصة العائلات بعد رحلة شاقة قطعوها في مسار العودة. حيث مكثت بعض العائلات على الطرق قرابة ثمانية أيام للوصول إلى إدلب، وذلك بعد الوصول إلى النقطة الأخيرة للعبور إلى إدلب ، وهي معبر عون الدادات بين مناطق سيطرة الجيش الوطني والمناطق التي تسيطر عليها "الإدارة الذاتية" عند منطقة جرابلس في ريف محافظة حلب الشرقي.
محمد الصياد، أحد السوريين العائدين من لبنان الذين عاشوا رحلة معاناة صعبة وصولا إلى إدلب، يقول لـ"العربي الجديد" إن "الطريق كان صعبا للغاية بسبب الازدحام، والقصف الذي طاردنا في الجنوب"، مضيفاً بينما يبدو عليه إرهاق السفر: "الحالة كانت صعبة للغاية حتى غادرنا الجنوب أحمد الله على وصولي فمنذ 8 أيام وأنا على الطريق، حتى استطعت الوصول إلى إدلب، وما زاد من صعوبة الطريق قلة الطعام ووجود زوجتي وأولادي معي"، مؤكداً: "منذ أربعة أيام لم أنم".
عمر الفطراوي، لم يُخف فرحته بالوصول إلى إدلب، بعد رحلته الطويلة. حيث عاش ظروفاً صعبة للغاية في لبنان جراء القصف، قائلاً لـ"العربي الجديد": "كنت في منطقة الشوف بلبنان، الظروف كانت قاسية للغاية، والقصف طاول كثيراً من المناطق، طاول منطقة جسر الكولا والجنوب والشمال". مضيفاً "وصلنا إلى هنا بسلام، رأينا الموت على الطريق، الذي استغرق منا ستة أيام، خرجنا يوم الأحد ووصلنا الجمعة، لا طعام ولا شراب على الطريق" مشيراً إلى أن الجيش الوطني هو الذي أمّن وصولهم إلى إدلب.
في المقابل قالت أطلال الدسوقي، وهي سورية عائدة من لبنان إلى إدلب، في حديثها لـ"العربي الجديد": "عند دخولنا المعبر على ساحة عون الدادات بقينا أربعة أيام، وكانت الشرطة العسكرية تريد تأجيل دخولنا، لكن تدخّل الأهالي وتمكنا من الدخول". مضيفة "الوضع في لبنان سيئ وإلى الأسوأ. عدنا إلى هنا بخير وسلامة. أسوأ من هذا الوضع لا يوجد في لبنان، بعض الناس عاملونا بشكل سيئ للغاية هناك".
وتقول الطفلة ليلى الفطراوي التيهربت من العدوان الإسرائيلي على لبنان، لـ"العربي الجديد": "كان القصف شديداً والحالة صعبة جداً، بقينا ثمانية أيام على الطريق. كنا نسمع صوت القصف طول النهار أنا حالياً سعيدة بوصولي إلى أقاربي وأهلي في إدلب".
وبلغ عدد النازحين اللبنانيين الوافدين إلى سورية 78500 شخص، بينما بلغ عدد السوريين العائدين من لبنان 219500 شخص حتى يوم أمس الجمعة، وفقًا لإدارة الهجرة والجوازات التابعة للنظام السوري. حيث بلغ عدد اللبنانيين الذين دخلوا الأراضي السورية اليوم الجمعة 2700 شخص، في الوقت الذي عاد فيه يوم الجمعة ستة آلاف سوري، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري.