يزداد قلق أهالي الطلاب في مناطق سيطرة النظام السوري، في ظل تفشي فيروس كورونا، في وقت تحاول وزارة التربية أن تبدد مخاوفهم عبر الحديث عن اعتمادها بروتوكولا صحيا للوقاية، ومحدودية عدد الإصابات مقارنة بالعام الماضي.
وقال سامر عيد (45 عاما)، والد ثلاثة طلاب، لـ"العربي الجديد"، "المشكلة أن هذه الفترة معروفة بالإنفلونزا الموسمية والزكام، وأعراض هذه الأمراض تتشابه إلى حد كبير مع أعراض فيروس كورونا، ما يزيد من مخاوفنا، في ظل تدني المناعة والواقع الصحي الصعب".
وأضاف: "كثير من الطلاب يعانون من أعراض الزكام أو ربما كورونا، إذ لا يوجد فحوصات أو مسحات للأطفال المصابين، ما يجعل هذه الفئة ناقلة للفيروس ومصدر خطر على كبار السن خاصة".
ولفت إلى أن "المدارس لا تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، فتعقيم الأرضيات والتجهيزات ضعيف جدا، يقتصر على مرة واحدة في اليوم، ولا يوجد تعقيم لأيدي الأطفال ولا المرافق العامة ولا خزانات المياه، كما يندر الالتزام بارتداء الكمامة للكادر التدريسي والأطفال على حد سواء".
من جانبها، قالت إباء طربوش (38 عاما)، أم لطالبين في المرحلة الثانوية والتعليم الأساسي، لـ"العربي الجديد"، "كثير من العائلات التي لديها مصاب بكورونا لا تأخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة، بالإضافة إلى أنّ عددا كبيرا من أولياء الأمور ومنهم أنا يعجزون عن تأمين كمامات يومية ومعقمات لأبنائهم المتمدرسين بسبب قلة الإمكانيات المادية".
وأشارت إلى أنّ بعض الشعب الصفية تغصّ بالطلاب، إذ يتراوح عددهم بين 40 و50 طالباً على الأقل ما يهدد بانتشار العدوى بينهم بسهولة".
وأضافت "التصريحات شيء والواقع شيء آخر، فأنا أذهب يوميا مع ابني الصغير إلى المدرسة، ولا وجود لأحد من الصحة المدرسية على الأقل يقيس درجة حرارة الطلاب أو يعقم أيديهم أو حتى ملابسهم أو أحذيتهم، بالرغم من أن بينهم من يبدو عليه المرض واضحا، وأنا أعلم أن هناك عائلات لديها مصابون بكورونا وترسلهم إلى المدارس".
من جهتها، عممت وزارة التربية التابعة للنظام، على مديريات التربية، الشهر الماضي، تعميما قالت فيه: "يرجى التأكيد على جميع الطلاب المرضى عدم الذهاب إلى المدرسة عند شعورهم بالمرض، ومراجعة أقرب مستوصف مدرسي أو مركز صحي في منطقتهم، مع ضرورة إعلام المدرسة بوضعهم الصحي ومدة الاستراحة المرضية التي منحت لهم خلال 24 ساعة من تاريخ تغيبهم عن المدرسة".
وكانت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية، هتون الطواشي، قالت في تصريح صحافي نشر في صحيفة محلية قبل نحو أسبوع، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا في القطاع التربوي وصل إلى 1418 إصابة منها 1203 إصابات بين المدرسين والمعلمين والكوادر التربوية و215 إصابة بين الطلاب في جميع المحافظات، موضحة أن عدد الوفيات 7 وفيات بين الكوادر التربوية التي يصل عددها إلى ما يقارب 450 ألف مدرس ومعلم وجميع المصابين لم يتلقوا اللقاح. مبينة أن الإقبال لا يزال ضعيفاً على أخذ اللقاح حيث مازال العدد لا يتجاوز 12 ألف مدرس ومعلم وإداري من بين عدد الكوادر التربوية في البلاد.
يشار إلى أن وزارة التربية أصدرت مع بداية العام الدراسي الجاري البروتوكول الصحي المعتمد في المدارس في ظل انتشار وباء كورونا( كوفيد 19)، والذي بدأ بحملة توعوية تثقيفية واسعة، والتأكيد على جميع العاملين في القطاع التربوي لنشر التوعية بين التلاميذ حول وسائل الوقاية من العدوى، وأوعزت بتسجيل التلاميذ (خاصةً مرحلة التعليم الأساسي) في أقرب مدرسة إلى أماكن سكنهم وذلك لتجنب استخدام وسائل النقل، ومنح الإجازات الصحية للتلاميذ أو الطلاب المصابين بأعراض مشتبهة أو مؤكدة بفيروس كورونا بشكل فوري ومباشرة من قبل طبيب الصحة المدرسية، ومعاملة المعلمين والمدرسين المتقدمين بالعمر الذين تجاوزوا سن الخامسة والخمسين أو المصابين بأمراض مزمنة كالسكري والآفات القلبية والوعائية كمعلمين ومدرسين احتياط، وتفقد الجاهزية التامة للبيئة الفيزيائية في المدارس.
كما أكدت على نظافة دورات المياه والخزانات، وإبلاغ دائرة الأبنية المدرسية لإصلاح الأعطال في حال وجودها، إضافة إلى تأمين الكميات الكافية من الصابون والكلور والحرص على توافر المياه النظيفة في كافة المدارس، والتعقيم بالكلور وفق خطة التعقيم المعممة من مديرية الصحة المدرسية، والتأكيد على التنظيف اليومي ومراقبته من قبل مديري المدارس وتحميلهم المسؤولية الكاملة في حال التقصير.
من جهتها، طلبت مديرة الصحة المدرسية التقيد بارتداء الكمامة من جميع المعلمين والمدرسين وجميع العاملين في المدارس، والتأكد من وجود ماسح حراري في جميع المدارس مع الالتزام بإجراء المسح الحراري يومياً لجميع التلاميذ والطلاب والمعلمين والمدرسين والإداريين في المدرسة من المشرف الصحي أو من يتم تكليفه من مدير المدرسة، وإلزام المدارس التي تستخدم وسيلة نقل للطلاب بتعقيمها مرتين يومياً قبل ركوب الطلاب صباحاً ومساءً مع تعقيم اليدين للطلاب قبل الصعود إلى الحافلة وتجنب الازدحام فيها مع إلزام السائق والمشرفة بارتداء الكمامة، والقيام بإغلاق الصف أو المدرسة التي يسجل فيها ازدياد واضح بعدد الإصابات بفيروس كورونا والمؤكدة بمسحات موجبة الـpcr خلال فترة زمنية وجيزة من رئيس دائرة الصحة المدرسية لمدة أسبوع أو أسبوعين، وبقرار يصدر عن مدير التربية في المحافظة المعنية.