عثمان أنس باشتورك، شاب تركي ولد أثناء زلزال منطقة بحر مرمرة في عام 1999، ولقي حتفه في زلزال كهرمان مرعش، في قصة حزينة أليمة، حيث انهار المنزل الذي انتقل إليه مع عائلته قبل وقوع الزلزال بـ 3 أيام فقط.
الشاب الذي يقيم بمنطقة نورداغ في ولاية غازي عنتاب ولد في 17 أغسطس/آب عام 1999 وهو اليوم الذي شهد زلزالا في منطقة بحر مرمرة شمال غرب تركيا، وبالتحديد منطقة غولوجوك، وتأثرت به إسطنبول والولايات المجاورة، وخلف مقتل أكثر من 20 ألف شخص.
وانهار المنزل الذي يقيم به باشتورك مع والديه وأخيه في زلزال كهرمان مرعش بتاريخ السادس من فبراير/شباط الجاري، والذي بلغت قوته 7.7 درجات، لتنهي 24 عاما من حياة الشاب بدأت بزلزال وانتهت بزلزال آخر.
والدة الشاب آسية باشتورك روت لوسائل الإعلام حكاية ابنها وما حصل في ليلة الكارثة، قائلة إن انهيار جدار الغرفة فصلها عن زوجها ومنعها من الذهاب لابنيها، وانهار عليها جدار آخر.
وأضافت: "ولدت ابني عثمان أنس في غازي عنتاب يوم حصول زلزال مرمرة، وعندما خرجت من غرفة العمليات كانت المولدات تعمل فسألت عن الأمر فقالوا إن زلزالا ضرب إسطنبول، ابني ولد في يوم زلزال وفقد حياته بالزلزال".
وأكملت حديثها: "ابني عثمان كان مع أخيه أميرهان في الغرفة نفسها، كان شابا قويا مطيعا ومصارعا قويا، عندما حصل الزلزال ولم أصل لهما قلت إن عثمان سيحمي أخاه أميرهان، وبالفعل كانت يده على كتفه، فيما أميرهان خرج حيا ومات عثمان".
من ناحيته، قال أميرهان إنه "كان نائما مع أخيه وقت الزلزال، والتففنا على بعضنا البعض، غبت عن الوعي لدقيقتين كنت أسمع صوت انهيار المنزل، البناء كله انهار وأخي الكبير توفي بجانبي".
وأضاف: "سمعت صوت والدي من الخارج ووالدتي من الداخل، والدتي سألت عن أخي قلت لا يوجد صوت منه، طلب مني تحريكه، ولكنه كان لا يتحرك، لقد حماني أخي من الزلزال".
أما الوالد محمد باشتورك، فقال من جهته: "انتقلنا للمنزل قبل 3 أيام فقط من الزلزال، انتقلنا يوم الجمعة، والسبت والأحد فرشنا الأغراض، تعبنا ونمنا، استيقظت عند الساعة الثالثة للصلاة، وبعدها حصل الزلزال، وانهار المبنى فجأة".
وزاد في حديثه: "خرجت وحدي من الأنقاض، كنت أشعر بالبرد، جاء سائق أخذت معطفه، ومن بعدها جاء أقاربنا، ساعدونا بإخراج زوجتي وابني، ولو لم يأتوا لكنت فقدتهما".
وضربت سلسلة من الزلازل ولاية كهرمان مرعش، الأول بلغت قوته 7.7 درجات، تبعه زلزال بعد أقل من 10 ساعات بلغت قوته 7.6 درجات، وتخللتهما سلسلة من الزلازل والهزات الارتدادية تجاوز بعضها 6 درجات، وأسفرت سلسلة الزلازل عن انهيار آلاف المباني ومقتل عشرات الآلاف في تركيا وسورية، وجرح أكثر من مائة ألف شخص، وأعلنت الحكومة التركية 11 ولاية تركيا منكوبة، وفرضت حالة الطوارئ فيها.