ما زال أكثر من 300 مواطن هندي عالقين السبت في مطار شرقيّ فرنسا، حيث احتجزت السلطات قبل يومين، بشبهة "الإتجار بالبشر"، طائرة كانت تقلّهم آتية من الإمارات ومتّجهة إلى نيكاراغوا.
ومن بين الركاب البالغ عددهم 303 أشخاص "13 قاصراً من دون ذويهم وقاصرون آخرون بصحبة أهاليهم"، بحسب أرقام قدّمتها خدمة الإسعاف لم تؤكَّد بعد من مصدر رسمي. وتراوح أعمار القصّر بين "رضيع في شهره الحادي والعشرين، ومراهق في عامه السابع عشر".
مطار فاتري شهد احتجاز الطائرة المشتبه فيها
وقد حطّت الطائرة التي تنقلهم، وهي من نوع "إيرباص إيه 340" وتابعة لشركة الطيران الرومانية "ليجند إيرلاينز" بعد ظهر الخميس في مطار فاتري الصغير (شرق) المستخدم خصوصاً من شركات الطيران منخفضة التكلفة. وهي كانت في طريقها من دبي إلى عاصمة نيكاراغوا.
Continue to work with French Gov for the welfare of the Indians currently at the Varty airport, 150 km East of Paris, & for early resolution of the situation.
— India in France (@IndiaembFrance) December 23, 2023
Embassy consular staff stationed there.
Thank French authorities for working on this through the long holiday weekend.
وكانت الطائرة تنوي التوقّف في المطار لفترة قصيرة لأسباب تقنية، لكن السلطات الفرنسية احتجزتها منذ ظهر الخميس إثر تلقي "بلاغ مجهول" مفاده أنّ الطائرة "تنقل ركاباً هنوداً قد يكونون ضحايا شبكة للإتجار بالبشر"، على ما أوضحت النيابة العامة لوكالة فرانس برس الجمعة.
واستُبقي الركاب الذين أُنزلوا من الطائرة في باحة الاستقبال في المطار، وهم فيه منذ مساء الخميس، بعد تحويل الموقع إلى منطقة انتظار للأجانب بموجب مرسوم رسمي. ووُضع اثنان منهم في السجن على ذمّة التحقيق مساء الجمعة.
ويهدف التحقيق الذي تجريه السلطات الفرنسية المختصّة في مكافحة الجريمة المنظمة إلى "التأكد مما إذا كان هناك عناصر تدعم شبهة الاتجار بالبشر من قبل عصابة منظمة"، بحسب النيابة العامة.
وبالإضافة إلى هوية الركاب وطاقم الملاحة، تحقّق السلطات في "ظروف النقل وأهدافه"، وفق المصدر عينه.
وخضع الطاقم العامل في هذه الرحلة والمؤلف من 15 شخصاً للسفر من دبي إلى فاتري ومن قرابة 15 آخرين من فاتري إلى ماناغوا "للاستجواب، وسُمح لهم بالعودة إلى الديار إذا ما رغبوا في ذلك"، وفق ما قالت ليليانا باكايوكو، محامية شركة الطيران.
وأوضحت باكايوكو أنّ "ليجند إيرلاينز" لم "تسيّر سوى بضع رحلات على هذا الخطّ للزبون عينه" غير الأوروبي، موضحة أن الشركة تعتزم أن "تكون طرفاً مدنياً إذا ما أطلقت النيابة العامة ملاحقات أو أن ترفع دعوى" بنفسها إن حصل غير ذلك.
ونُصبت سواتر أمام الواجهة الزجاجية لباحة الاستقبال في المطار الذي طوّقه عناصر الشرطة والدرك، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
احتجاز الهنود قد يمتد إلى 26 يوماً
وأفاد مصدر مطلع على مجريات هذه القضية بأن الطائرة توقّفت في مطار فاتري، على بعد 150 كيلومتراً من شرق باريس، لتزويدها بالوقود. ويُرجّح، بحسب المصدر عينه، أن يكون الركاب الهنود، وهم في أغلب الظنّ كانوا يعملون في الإمارات العربية المتحدة، قد أرادوا التوجّه إلى أميركا الوسطى، في محاولة لدخول الولايات المتحدة وكندا بطريقة غير قانونية.
ويخوّل القانون الفرنسي استبقاء أجنبي وصل بالطائرة إلى فرنسا وحظر عليه التوجّه إلى البلد المقصود لمدّة أربعة أيام على أقصى تقدير.
وقد تمدّد المهلة ثمانية أيام بقرار من القضاء، ثمّ ثمانية أيام إضافية على نحو استثنائي. وقد تصل هذه المهلة إلى 26 يوماً في حدّ أقصى.
وأفادت السفارة الهندية في فرنسا، الجمعة، عبر حسابها في "إكس" بأنّ طاقم السفارة تمكّن من التواصل مع المعنيين، مضيفة: "نحن ندرس الوضع ونسهر على راحة الركاب".
وتولّى عناصر الإسعاف في الحماية المدنية نقل الأسرّة والحمامات إلى الموقع حيث أرسيت أيضاً مراحيض نقّالة، ولا تزال الطائرة البيضاء التي لا تحمل اسم أيّ شركة متوقّفة في مدرج مطار فاتري.
وبحسب موقع "فلايترادار" المتخصّص في هذا الشأن، تمتلك "ليجند إيرلاينز" أسطولاً صغيراً من أربع طائرات، من بينها اثنتان من طراز "إيه340-313".
(فرانس برس)