صدمة عائلة معتقل في سجون النظام السوري... اعتقدوا أنه خرج حياً ثم اكتشفوا أنه ليس ابنهم
صدمت عائلة المعتقل السوري أحمد بشير طه الزعبي، المقيمة في محافظة درعا (جنوب)، بعد أن تبيّن أن الشاب الذي أطلق سراحه أخيراً، وعثر عليه فاقداً للذاكرة في إحدى حدائق العاصمة دمشق، ليس ابنهم، وأن اسمه خالد مصطفى الحراكي، وهو من بلدة المليحة شرقي درعا.
وتعلّقت عائلة الزعبي بالأمل بعد تداول صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي للشاب الذي يشبه ابنهم المعتقل لدى النظام منذ عام 2011، والذي كان حينها يبلغ من العمر 16 سنة، لكن تجمع أحرار حوران، كشف لاحقاً، أن الشاب المفرج عنه من سجون النظام ليس أحمد الزعبي.
وأكد التجمع، الجمعة، أن المعتقل المفرج عنه هو خالد مصطفى الحراكي، من مواليد 1990، وكان يسكن مع والدته في منطقة الشيخ خالد في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق، وقد قام قبل نحوأربع سنوات، بقتل والدته في منزلهم، بعد إدمانه المخدّرات، ليقوم النظام باحتجازه، وإيداعه في سجن عدرا لمدة عام، ثم الإفراج عنه بعفو رئاسي، وكان يعيش منذ الإفراج عنه متنقلاً بين حدائق دمشق.
وتوجهت عائلة الشاب الزعبي إلى دمشق للتعرف على ابنها، وحاول إخوته التعرف عليه كما أظهر تسجيل فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال عضو "تجمع أحرار حوران" عاصم الزعبي، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام يستغل ملف المعتقلين للضغط في مواضيع مختلفة، أهمها الملف السياسي، وهناك مخاوف حقيقية على المعتقلين قبل 2014، إذ قال اللواء جميل الحسن، مدير المخابرات الجوية، عندما زار درعا عقب تسوية 2018، إنه يجب على الأهالي نسيانهم، وهو ما كرره اللواء كفاح ملحم، رئيس شعبة المخابرات العسكرية، وقد تكون ضربة قاضية للنظام إذا تم فتح السجون ومراكز الاعتقال، وكشف حجم الجرائم داخلها".
بدوره، أكد دياب سرية، أحد مؤسسي رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا، لـ"العربي الجديد"، أن "الحالة الصحية للمعتقلين الخارجين من سجون النظام دائما تكون متدهورة، وكثيرون خرجوا من السجون فاقدي الذاكرة، وهناك أشخاص لم يفقدوا الذاكرة لكنهم يعانون من إصابات جسدية من جراء التعذيب، فضلا عن المصابين بأمراض معوية أو جلدية، إضافة إلى فقدان الوزن الحاد، فلا توجد داخل المعتقلات أدوية، والنظام يمنع تزويد المعتقلين بها من الخارج، وفي أحسن الحالات يحصل المعتقل المصاب على مسكن للألم".
وأضاف سرية: "وثقنا الكثير من الحالات التي يتم فيها تحويل المعتقل من سجن صيدنايا إلى سجن عدرا، ويتم هذا قبل نحو 3 أشهر من الإفراج عنه، حيث يحصل نوعاً ما على طعام جيد، ويتعرض للشمس كي يعود جسده للتعافي نوعاً ما، وهذا حدث مع بعض الأشخاص الذين دفعت عوائلهم مبالغ مالية لمسؤولين وضباط في النظام".
وأوضح أن رابطة معتقلي سجن صيدنايا تقدم خدمات التعافي من صدمات التعذيب للناجين والناجيات، ولدينا مراكز تقدم خدمات الدعم النفسي والعلاج الفيزيائي، مشيراً إلى أن "ملف المعتقلين لم يدخل طي النسيان، والأهالي والمنظمات يتابعونه، لكن ليست هناك رغبة دولية جدية للتحرك عبر الضغط على النظام، كما أنه لا توجد لائحة بأسماء المعتقلين، ولا يسمح للأهالي بزيارتهم".
ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن هناك ما لا يقل عن 131469 ما بين معتقل ومختفٍ قسرياً لدى النظام السوري منذ مارس/آذار 2011.