تلقي نتائج الانتخابات التشريعية الإيطالية بظلالاها على وضع آلاف المهاجرين التونسيين في إيطاليا، وسط مخاوف من تنامي التضييقات الرسمية الإيطالية على المهاجرين التونسيين من الواصلين مؤخراً أو ممن ينتظرون منذ سنوات تسوية وضعية إقامتهم.
ولا تخفي المنظمات المهتمة بشؤون المهاجرين قلقها من خطر صعود أحزاب اليمين الإيطالي إلى الحكم على سياسات الهجرة تجاه التونسيين الذين يواجهون مخاطر الترحيل منذ مدة.
وحقق حزب "فراتيلي دي إيطاليا" بزعامة جورجيا ميلوني فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية في إيطاليا، وأعلنت ميلوني عن ترؤّسها الحكومة المقبلة.
وزير الداخلية الأسبق ماتيو سالفيني قاد حملته الانتخابية تحت شعار "لا لمراكب الهجرة"
وتبرز مؤشرات من الحملة الانتخابية للأحزاب الإيطالية الفائزة في الانتخابات البرلمانية أن هناك اتجاهاً نحو تغيير سياسات الهجرة في إيطاليا قد يكون التونسيون أول ضحاياها.
ويؤكد عضو البرلمان السابق عن دائرة إيطاليا، مجدي الكرباعي، "تأثير نتائج الانتخابات البرلمانية الإيطالية على سياسات الهجرة"، مشيراً إلى أن" هذا الملف كان من ضمن النقاط التي تضمنها البرنامج الانتخابي لجورجيا ميلوني التي وعدت بكبح تدفقات المهاجرين من جنوب المتوسط نحو بلادها عبر تعزيز حماية السواحل".
وقال الكرباعي لـ"العربي الجديد" إن "وزير الداخلية الأسبق ماتيو سالفيني قاد حملته الانتخابية تحت شعار "لا لمراكب الهجرة"، و"يكفي مراكب الهجرة"، مستغلاً تأثير أزمة الطاقة وتصاعد الغلاء في المنطقة على نفسيات المواطنين الذين أصبحوا أكثر عدائية تجاه المهاجرين".
واعتبر أنّ "عودة سالفيني على رأس وزارة الداخلية ليس في صالح المهاجرين ممن يواجهون صعوبات وظروف إقامة صعبة في مراكز الإيقاف والإيواء".
ورجح الكرباعي أن "يواجه المهاجرون التونسيون مخاطر الترحيل بنسق مكثف"، كما توقع أن "تزيد صعوبات تسوية وضعية الإقامة للمهاجرين الذين تمكنوا من الاندماج والحصول على عمل". مضيفاً "إذا نجح سالفيني في الحصول على حقيبة الداخلية مجدّداً فمن المؤكد أن يصعّد ضد المهاجرين ويتخذ قرارات ليست في صالحهم".
في المقابل، لا تكترث قوارب المهاجرين لأي تغيرات سياسية في إيطاليا حيث يتواصل نزيف الهجرة بنفس النسق.
وأعلن منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأسبوع الماضي أن 500 عائلة تونسية هاجرت منذ بداية العام الحالي في إطار رحلات الهجرة السرية، مسجلاً وصول 2600 قاصر و640 امرأة إلى إيطاليا، بينما تصل نسبة المفقودين والضحايا الذين تهاجر مراكبهم من تونس إلى ثلث ضحايا المتوسط.
وقال المتحدث الرسمي باسم المنتدى رمضان بن عمر في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "البلاد تسجل نزيف هجرة غير مسبوق"، مؤكداً أن "13500 مهاجر تمكنوا من الوصول إلى السواحل الإيطالية في قوارب هجرة غير نظامية بينما جرى اعتراض 23500 آخرين وإحباط 1800 عملية اجتياز إلى حدود الأسبوع الأول من شهر سبتمبر أيلول الحالي".