"طالبان" تطالب إيران بوقف العنف ضد اللاجئين الأفغان

25 اغسطس 2024
لاجئون أفغان رحلتهم إيران (محسن كريمي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تزايد التوترات بين إيران وأفغانستان**: تصاعدت التوترات بعد نشر تسجيلات تُظهر عنفاً ضد لاجئ أفغاني وإعدام إيران لأكثر من 20 أفغانياً هذا العام. طالبت حكومة "طالبان" بتسليم اللاجئين المحكومين بالإعدام دون تقدم يُذكر.

- **ردود فعل حكومة "طالبان"**: أبدت "طالبان" قلقها وطالبت بحماية اللاجئين. زار وفد من السفارة الأفغانية منزل الشاب المعتدى عليه وقدّم مساعدة مالية، مما ترك أثراً إيجابياً لدى اللاجئين.

- **التوترات الإقليمية وتأثيرها**: يعاني اللاجئون الأفغان في إيران وباكستان من معاملة قاسية، مما يدفع بعضهم للتفكير في العودة. تستخدم الدولتان ملف اللاجئين لتحقيق أهداف سياسية، وتستضيف إيران نحو 3.4 مليون لاجئ.

أثيرت مجدداً أخيراً قضية معاملة اللاجئين الأفغان في إيران بعدما أظهرت تسجيلات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعرّض لاجئ أفغاني لعنف وضرب على أيدي شرطيَّين إيرانيين، في وقت تتحدث تقارير عن إعدام إيران أكثر من 20 أفغانياً محكومين هذا العام.
وفي 7 أغسطس/آب الجاري، طالبت حكومة "طالبان" الحكومة الإيرانية بتسليمها جميع اللاجئين الأفغان المحكومين بالإعدام. وقال نائب الناطق باسم الحكومة حمد الله فطرت: "تدعو حكومة طالبان نظيرتها الإيرانية إلى تسليمها جميع المحكومين بالإعدام كي تنظر المحاكم الأفغانية بنزاهة في قضاياهم".
وسبق أن ناقشت كابول وطهران قضية المحكومين بالإعدام في سبتمبر/أيلول 2023، حين التقى وزير الخارجية أمير خان متقي السفير الإيراني حسن كاظمي قمي، واتفقا على أن يسافر وفد قضائي إيراني إلى كابول كي يناقش القضية مع الحكومة الأفغانية، لكن الزيارة لم تحصل ولم يشهد الملف أي تطور، في حين واصلت إيران تنفيذ أحكام إعدام بحق لاجئين أفغان محكومين.
وتُورد مؤسسات حقوقية أن السلطات الإيرانية أعدمت 23 لاجئاً أفغانياً محكومين منذ بداية العام الجاري، وأن هناك عدداً كبيراً من اللاجئين الأفغان المحكومين بالإعدام، ولا يمكن متابعة قضاياهم بنزاهة بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإيرانية. 
وفي 10 أغسطس/آب الجاري، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأفغانية حافظ ضياء أحمد، أن كابول تبدي قلقها الشديد من أساليب تصرف مواطنين إيرانيين مع لاجئين أفغان، وتطالب طهران بأن تتخذ بجدية كل الإجراءات اللازمة لحماية اللاجئين الأفغان من التعرّض لأي نوع من العنف.
وأبدى أحمد قلق بلاده وحزنها الشديد من نشر مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت ضرب شرطيَّين إيرانيين لاجئاً أفغانياً أمام أفراد أسرته، وقال: "ندين بأشد العبارات التعامل السيئ لأفراد من الشرطة الإيرانية مع الشاب الأفغاني، ونطالب طهران بمعاقبتهم، واتخاذ كل خطوات المطلوبة التي تمنع مثل هذا التعامل مع المواطنين الأفغان في المستقبل".
وكان شاب أفغاني لاجئ في إيران يدعى مهدي تعرّض لضرب على يد ضابط في الشرطة، في وقت أمسك شرطي آخر برجليه ويديه وهو ملقى على الأرض، ليضربه الضابط  بعنف، في حين كانت أمه ونساء في الأسرة يصرخن من دون أن يأبه رجال الشرطة بذلك، ما أثار حفيظة الأفغان على وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً مسؤولين في حكومة "طالبان".
تلت ذلك زيارة وفد من السفارة الأفغانية في طهران منزل الشاب الذي تعرّض للضرب، وقدّم الوفد له مساعدة مالية وتفقد أعضاؤه أحواله وجلسوا مع أفراد أسرته. كما وعد الوفدُ أسرة الشاب بأن الحكومة الأفغانية لن تسمح لأي دولة بأن تعبث بأمن اللاجئين، وأن تناقش السفارة الأفغانية في طهران القضية مع السلطات الإيرانية.
وترك أسلوب تعامل حكومة "طالبان" مع الحادث ورد فعلها عليه شعوراً إيجابياً لدى اللاجئين الأفغان في الدول المجاورة والمواطنين والمهتمين بالقضية.

ويقول لاجئ أفغاني في باكستان يدعى عبد الحفيظ أمان لـ"العربي الجديد": "استضافت إيران وباكستان ملايين الأفغان طوال عقود، لكن السلطات في البلدين تتعامل منذ فترة على نحو غير مقبول وقاسٍ جداً معهم، ما كان يحزننا أننا لاجئون ولا أحد يسأل عن حالنا، أما الآن فيختلف الأمر، إذ تتابع حكومة طالبان بجدية شؤون المواطنين الأفغان في بلدان اللجوء".
ويوضح أن "سبب توتر علاقات إسلام آباد مع كابول كان قضية اللاجئين، والموقف الأخير لحكومة طالبان من طريقة تعامل الشرطة الإيرانية مع اللاجئ الأفغاني مهدي مشرّف جداً، وهي تظهر جدية ولديها رغبة في متابعة شؤون المواطنين. ولا بدّ من توضيح أنه ليس في مصلحة الأفغان أن يبقوا في إيران وباكستان، لذا يحاول بعضهم الآن لملمة أعمالهم والعودة إلى بلدهم، وواضح أن باكستان وإيران تستخدمان ملف اللاجئين لتحقيق أهداف سياسية".
ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، تستضيف إيران حالياً نحو 3.4 مليون لاجئ أجنبي، ويشكل الأفغان أكبر مجموعة.
وتعتبر إيران مع تركيا من بين أكبر الدول المضيفة للاجئين في العالم. واستعادت قضية الهجرة الأفغانية مكانتها بعد عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، ما زاد عدد اللاجئين الباحثين عن الأمان خارج وطنهم.

المساهمون