طفلة تحمل شقيقتها المصابة على كتفها وتتقدّم حافية القدمَين في وسط غزة

21 أكتوبر 2024
لقطة من الفيديو الذي يُظهر الطفلتَين الفلسطينيتَين في وسط قطاع غزة، 21 أكتوبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أظهر فيديو مؤثر طفلة فلسطينية تحمل شقيقتها المصابة على كتفها، تسير حافية القدمين تحت الشمس الحارقة في غزة، متجهة إلى "منتزه البريج" وسط القطاع المحاصر، حيث عرض مصوّر الفيديو مساعدته بنقلهما بالسيارة.
- الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة تسببت في فقدان آلاف الأطفال الفلسطينيين لذويهم، مما يتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم وسط الدمار والتهجير.
- حذرت الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف من تأثير الحرب على الأطفال في غزة، مشيرة إلى تدهور حالتهم النفسية وفقدانهم لعيش طفولتهم الطبيعية.

أظهر تسجيل فيديو، انتشر اليوم الاثنين، طفلة فلسطينية تحمل شقيقتها الأصغر سنّاً على كتفها، وتسير حافية القدمَين على الأسفلت الحارق تحت أشعة الشمس اللاذعة، أمّا وجهتهما فـ"منتزه البريج" وسط قطاع غزة المحاصر والمستهدف. وبحسب التسجيل المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، بدت الطفلة مرهقة وهي تنقل شقيقتها المصابة في قدمها اليسرى.

وعندما سأل مصوّر الفيديو الفتاة الفلسطينية، التي تبدو أنّها تبلغ من العمر نحو ثمانية أعوام، "لماذا تحملين شقيقك بهذه الطريقة؟"، إذ ظنّ أنّ الطفل المحمول صبيّ، فأجابته أنّ "سيارة دهستها". ثمّ استفسر عن المكان الذي تصطحب شقيقتها إليه، فأجابت "نحن ذاهبتان إلى خيمتنا".

وفي الحوار الذي دار بين مصوّر الفيديو والطفلة، التي لم يُعرَف اسمها، سألها: "ألست متعبة من حمل شقيقتك هكذا؟" وألحّ: "هل أنت متعبة أم لا؟"، فردّت: "أنا متعبة. فأنا أحملها منذ ساعة...". ومرّة أخرى، أراد المصوّر معرفة وجهة الطفلتَين، فقالت له الكبرى "أنا ذاهبة إلى منتزه البريج"، في إشارة إلى نقطة طبية هناك.

حينها، عرض عليها أن يقلّهما بسيارته إلى حيث تتوجّهان. فصعدتا إلى السيارة وجلستا على المقعد الخلفي، ليظهر وجه الشقيقة الأصغر سنّاً، فتبيّن أنّها تشبه الكبرى إلى حدّ كبير. وفي آخر تسجيل الفيديو، تترجّل الطفلتان من السيارة، وتتّجهان صوب مكان نُصبت فيع خيام عشوائية.

الحرب مستمرة على أطفال غزة

لم يتبيّن في التسجيل إذا كانت الصغيرتان وحديتَين أم لا، غير أنّ آلاف الأطفال الفلسطينيين فقدوا ذويهم في المجازر الإسرائيلية المتواصلة في كلّ أنحاء قطاع غزة منذ أكثر من عام، ليواجهوا بالتالي مصيرهم وحدهم، من دون معيل وسط الحرب والدمار والتهجير والتجويع والأمراض.

وفي الإطار نفسه، أفاد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، في أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بأنّ نحو 26 ألف طفل فلسطيني في القطاع صاروا يعيشون من دون أحد والدَيهم أو كليهما من جرّاء العدوان الإسرائيلي. ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، ترتفع حصيلة الشهداء أكثر، وبالتالي فإنّ عدد هؤلاء الأطفال قد زاد على الأرجح.

في سياق متصل، حذّرت الأمم المتحدة في أكثر من مرّة، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من أنّ العدوان الجاري هو "حرب على الأطفال". كذلك بيّنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مرّات عدّة أنّ كثيرين من أطفال غزة لم يعودوا قادرين على النوم أو عيش طفولتهم، من جرّاء الأهوال التي يشهدونها، لافتةً إلى خشيتها على مستقبلهم في حال استمرّت الحرب طويلاً.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون