طقوس جزائرية مختلفة للاحتفاء بالناجحين في البكالوريا

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
15 أكتوبر 2020
احتفالات البكالوريا (العربي الجديد)
+ الخط -

تعمّ احتفالات عارمة بيوت الآلاف من العائلات الجزائرية عقب الإعلان عن قوائم الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا، وتعد المناسبة فرصة للعائلات للتعبير عن الفرحة والسعادة  بأشكال مختلفة وبطقوس متعددة، إذ يطلق العنان للزغاريد وأبواق السيارات والبارود، وإقامة حفلات لقبول التهاني من الجيران والأقارب والأصدقاء.  

ويحمل النجاح في البكالويا في الجزائر رمزية خاصة مهما كان المعدل الذي حصل عليه التلميذ، وإن كان 9 من 20، وهو ما اتفق عليه الكثيرون، ففي النهاية هو اجتياز امتحان عسير في ظروف صعبة، تميزت بتأخير الامتحانات وستة أشهر دون دراسة بسبب الحجر الصحي. 

يبدأ الاحتفال بالنجاح في البكالوريا عادة من أمام الثانوية ومباشرة بعد الاطلاع على النتيجة، أمهات يزغردن وعناق حار لأبنائهن الناجحين، الذين بدورهم يدخل بعضهم في حالة من الفرحة والبكاء في آن واحد، تنطلق بعدها الأفراح في الشارع عبر إطلاق العنان لأبواق السيارات احتفالا بالخبر السعيد وباجتياز العقبة الصّعبة، ويطلق الشباب أيضا العنان لألعاب نارية في الحي.

بينما تفضل عائلات أخرى إقامة الاحتفالية بطريقة توزيع" الفأل" أو " الباروك" على الجيران، وهو عبارة عن عصائر وحلويات، تعبيرا عن الفرحة واستقبالها لخبر النجاح بطعم حلو، وهو الأمر الذي تعودت عليه الكثير من الأسر الجزائرية، خصوصا في الأحياء السكنية القديمة.

احتفالات البكالوريا (العربي الجديد)

كثيرون احتفلوا بطريقتهم الخاصة مثلما فعلت والدة إلهام صديقي من منطقة بوفاريك غربي العاصمة الجزائرية الحائزة على شهادة البكالوريا علوم الطبيعة والحياة بمعدل 15 من 20، إذ زارت اليوم رفقة ابنتها صديقتها التي تعثّرت في الحصول على الشهادة، وبقيت معها فترة حتى تكون لجانبها خاصة في هذا الظّرف الحساس بالنسبة لها.  

وتعتبر الاحتفالات بالنجاح في هذه الشهادة عادة جزائرية بامتياز، لأنها من أهم النجاحات التي يتحصل عليها التلاميذ للولوج إلى الجامعة وتحقيق طموحاتهم، وتنتظرها العائلات على أحرّ من جمر، خصوصا في مثل الظروف التي مرت بها الجزائر والعالم أجمع قرابة الثمانية أشهر، بسبب أزمة وباء كورونا، فكانت النتائج فرصة للعودة للحياة.

احتفالات البكالوريا (العربي الجديد)

تقول والدة محمد منصوري الحاصل على معدل 14 من 20 في شعبة الرياضيات من ولاية سكيكدة لـ" العربي الجديد"، إنّ نجاح ابنها البكر في نيل شهادة البكالوريا وللمرة الأولى، أدخل البهجة والفرح إلى قلوبهم، خاصة وأن الامتحان تمّ تأجيله منذ شهر يونيو/حزيران الماضي إلى شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وكانت الظروف صعبة للغاية بالنسبة للتلاميذ كما الأسر.  

مظهر آخر من مظاهر الفرح، لم تعرفه العائلات الجزائرية في العقود السابقة، وهو التعبير عن الفرحة عبر وسائط التكنولوجيا، إذ ينشر الآباء والأهل صورا لأبنائهم وأقاربهم الناجحين، مع عبارات إطراء وتثمين لجهد المراجعة، وتمنيات أكبر للنجاح والتوفيق في الدراسة في المستقبل، فكل الفائزين هم نجوم العائلة والحي، وجميعهم يستحقون التهاني واقتسام الفرحة معهم.

وكانت وزارة التربية الجزائرية قد أعلنت أمس عن نتائج البكالوريا بمجموع نسبة نجاح فاقت 55 في المائة، واحتلت شعبة الرياضيات النسبة العليا من بين الشعب في البكالوريا، بنسبة 80.22 في المائة تلتها شعبة لغات أجنبية بنسبة 67.78 في المائة، بينما احتلت شعبة تقني رياضي 58.48 في المائة المرتبة الثالثة، ثم شعبة علوم تجريبية بنسبة 56.97 في المائة، تبعتها شعبة آداب وفلسفة 52.60 في المائة وأخيرا شعبة تسيير واقتصاد 38.09 في المائة. 

 

ذات صلة

الصورة
الحرب حرمت طلاب غزة من امتحانات الثانوية العامة ودمرت العديد من المدارس، 20 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

بدأ نحو 50 ألف طالب وطالبة، اختبارات الثانوية العامة بمحافظات الضفة الغربية والمدارس الفلسطينية في الخارج، بينما حرمت الحرب طلاب غزة من الاختبارات
الصورة
اعتصام طلاب جامعة ساسكس تضامناً مع غزة - بريطانيا - 13 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أقام عشرات من طلاب جامعة ساسكس البريطانية مخيّماً واعتصاماً مفتوحاً فيها، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه.
الصورة
كنيسة القيامة، في 3مايو 2024 (اللجنة الفلسطينية المسيحية الوطنية للإعلام)

مجتمع

غابت مظاهر الفرحة واحتفالات المسيحيين بمناسبة سبت النور في فلسطين بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة، ووسط تضييق الاحتلال الإسرائيلي على إحياء الشعائر..
الصورة
طلاب من جامعات تونس في حراك تضامني مع غزة - 29 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من العاصمة ومدن أخرى.
المساهمون