طلاب الطب في الجزائر يعودون للاحتجاج: مطالب بتحسين المنح

17 أكتوبر 2024
من وقفات طلاب كليات الطب في الأغواط وقسنطينة، 17 أكتوبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نظم طلاب الطب في الجزائر احتجاجات في عدة جامعات للمطالبة بتحسين جودة التعليم الطبي وزيادة المنح الدراسية وفتح مناصب شغل للأطباء العامين العاطلين عن العمل، معبرين عن استيائهم من تهميش الأطباء.
- يقود تكتل طلبة العلوم الطبية هذه الاحتجاجات، منتقداً النقص في التكوين والظروف الدراسية، وزيادة الملحقات الطبية، وضعف المنح الدراسية، ومنع التصديق على شهادات التخرج.
- تواجه الجزائر تحديات هجرة الكفاءات الطبية للخارج، حيث جمدت الحكومة المصادقة على شهادات الكفاءة الطبية، لكن الأطباء يستمرون في الهجرة بسبب ضعف الرواتب والظروف غير المناسبة.

نظّم طلاب الطب في الجزائر وقفات احتجاجية، الخميس، للمطالبة برفع جودة دراسة الطب، والحدّ من فتح كليات دون توفير المحتوى اللازم، وإعادة فتح المصادقة على الشهادات للأطباء، وكذا زيادة منحتهم خلال فترة التربص في المستشفيات، وفتح مناصب شغل للأطباء العامين العاطلين من العمل.

وقام طلاب في كلية الطب في العاصمة الجزائرية، وتُعَدّ الأكبر في البلاد، الخميس، باعتصام داخل حرمها رفعوا خلاله شعارات تعبّر عن رفضهم لما وصفوه بتمييع دراسة الطب، والمطالبة بزيادة المنح والتوظيف المباشر، وتحسين جودة التعليم، كما نظم طلبة جامعة خنشلة، وقفة احتجاجية لرفض تهميش الطب والأطباء، وخرج طلبة العلوم الطبية في كلية الأغواط وبسكرة وسط البلاد، الخميس، في وقفة احتجاجية أخرى.

رفع طلاب الطب في الجزائر شعارات تعبّر عن رفضهم لما وصفوه بتمييع دراسة الطب

مطالب طلاب الطب في الجزائر

ويواصل تكتل طلبة العلوم الطبية في الجزائر الذي يقود هذه الحركة الاحتجاجية حشد المزيد، إذ أعلن قرار الدخول في حركة احتجاجية إلى غاية التوصل إلى حلول جذرية مرضية، ونشر أمس الأربعاء تقريراً يشرح دوافع هذا التحرك الميداني، بعد العديد من الشكاوى من المشاكل والعقبات التي تعوق جميع شعب العلوم الطبية في الدراسة والعمل، ورفض الحكومة معالجة هذه المشكلات.

وحذّر التكتل في هذا التقرير، من أنّ "طالب العلوم الطبية بات يتخبط بين النقص الفادح في مصالح التكوين والتربص، وكذا الافتقار إلى التكوين والظروف اللازمين لإتمام مساره على أكمل وجه، لاحظنا زيادة هائلة في المقاعد والملحقات العلوم الطبية هذه السنة (14 ملحقة طب) والتي خلقت ضغطاً كبيراً يمس ركيزة التكوين والتحصيل العلمي اللازم وضبابية المنظومة المستحدثة في ما يخص طلبة الطب"، وانتقد "ضعف منحة طالب العلوم الطبية التي لا تسد احتياجاته بتاتاً في ظل التهميش الواضح مقارنة بباقي الشعب، وعدم ملائمة منحة التربص بالنسبة إلى الطلبة الأطباء الداخليين" في العام السابع من الدراسة.

ويتخوف طلبة العلوم الطبية من أن يؤدي قرار الحكومة فتح عدد كبير من ملحقات كليات الطب، إلى تزايد عدد المتخرجين في مقابل نقص المناصب المطروحة في المستشفيات والمراكز الصحية، إذ شهدت مسابقة توظيف للأطباء في مستشفى بسكيكدة شرقي الجزائر، توفر ستة مناصب، مشاركة 400 مترشح للظفر بهذه المناصب.

وفي السياق، انتقد التكتل الطلابي "منع التصديق على شهادات التخرج للعلوم الطبية على عكس باقي التخصصات التي كان لها أثر سلبي، كل هذا في ظل غياب واضح ومجحف في عدد مناصب الشغل على المستوى الوطني، ولكونه يطمر آخر طموح ويطفئ بصيص الأمل المتبقي لطلبة العلوم الطبية".

وكانت الحكومة الجزائرية قد اتخذت في شهر يوليو/تموز الماضي قراراً بتجميد المصادقة على شهادات الكفاءة الطبية للأطباء"، وعمدت السلطات إلى هذا القرار لمنع هروب وهجرة الكفاءات الطبية من البلاد، خصوصاً أن تكوين هذه الإطارات الطبية يكلف البلاد مبالغ مالية طائلة، حيث التدريس في كليات الطب في الجزائر مجاني، بينما تستفيد دول غربية، وبخاصة فرنسا من هذه الكفاءات لصالح مستشفياتها ونظامها الصحي دون أن تكون قد أنفقت أي شيء على تكوينهم.

وتفاقمت في السنوات الأخيرة هجرة الكفاءات الطبية في شتى المجالات العلمية إلى الخارج، بسبب عدم توافر الظروف المناسبة للعمل في الجزائر، وضعف الرواتب والمنح المقررة لصالح الأطباء والكفاءات العلمية في مختلف المجالات، وكذا تسلط الإدارات والبيروقراطية على إدارة المسارات المهنية. وتشير إحصائيات رسمية في فرنسا إلى أن عدد الأطباء الجزائريين العاملين في المشافي الفرنسية بلغ 15 ألف طبيب من مختلف التخصصات، والعام الماضي نجح عدد من الأطباء الجزائريين في امتحان معادلة الشهادة في فرنسا، ما يسمح لهم بالعمل في المستشفيات الفرنسية والأوروبية.