طلاب تونس ينتقدون المطاعم الجامعية

15 ديسمبر 2021
يطالب الطلاب المطاعم الجامعية بتحسين الوجبات (العربي الجديد)
+ الخط -

رغم محاولات المطاعم الجامعية التونسية تحسين نوعية الأكل الذي تقدمه للطلاب، والذي يصل في بعض الأحيان إلى التنافس لتقديم الأفضل، وتزيين الأطباق لتشبه في بعض الحالات تلك التي تقدم في النزل السياحية الفاخرة، إلا أن نقص اليد العاملة وضعف الموازنة، فضلاً عن العدد الكبير للطلاب، يؤديان في الغالب إلى تراجع جودة الطعام.
يفضل بعض الطلاب أن تظل بطونهم خاوية على تناول طعام لا يعجبهم، في حين يتناول البعض المأكولات اضطراراً. تقول الطالبة أماني بن محمود، التي تدرس اللغة الإنكليزية في باجة، لـ"العربي الجديد"، إن "المطعم الجامعي يقدم بعض الأكلات المقبولة، لكن الأكلات التي تكون في شكل مرق، كمرق اللوبيا أو الجلبانة أو الحمص سيئة"، مضيفة أن الطلاب يتواصلون في ما بينهم بمجرد علمهم أن الأكلة الرئيسية هي المرق، وعندها لا يتوجهون إلى المطعم ويقومون بتدبير وجبة العشاء أو وجبة الفطور من مكان آخر، "فغالبية الطلاب لا يقبلون على تناول تلك الأكلات حتى لو كانوا جائعين".
وأوضحت بن محمود أن "المشرفين على المطعم يعرفون أن الطلاب يعزفون عن تناول تلك الأكلات، وتصل إليهم الشكاوى والانتقادات، ولكنهم رغم ذلك يقررون طبخها"، مشيرة إلى أنه "توجد دائماً لحوم، سواء حمراء أو بيضاء، مع الوجبة الرئيسية، كما ظهرت هذا العام لأول مرة وجبة (إسكالوب) من لحم الديك الرومي، وذلك لارتفاع سعره، وفي بعض الأحيان، وبسبب الإقبال الكبير للطلاب قبيل إغلاق المطعم، تنفذ اللحوم، ويتم تعويضها بالقليل من الجبن أو البيض أو أشياء أخرى".
ويقول الطالب أشرف التليلي، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تحسناً في أغلب المطاعم الجامعية مقارنة بالعام الماضي، سواء على مستوى نوعية الأطباق التي تقدم فيها الأكلات، أو نوعية الأكل، ولكن أحياناً، وخصوصاً في السلطات الورقية، يجد الطلاب ديداناً، وقد تكررت هذه المشكلة في عدة مطاعم".

تنفد الوجبات سريعا في المطاعم الجامعية (العربي الجديد)
تنفد الوجبات سريعاً في المطاعم الجامعية (العربي الجديد)

ويشير التليلي إلى أن "المشكلة الثانية هي سرعة نفاد الأكلات وعدم كفايتها لجميع الطلاب، وقد يأتي البعض ولا يجدون طعاماً، ففي مطعم الرابطة مثلاً، يوجد توافد لأشخاص ليسوا من الطلاب، إذ يوجد مركز تدريب ومعهد، وعادة يدخل هؤلاء المطعم الجامعي، وبالتالي، لا بد من إحكام الرقابة حتى لا يدخل المطعم الجامعي إلا طلاب الجامعة". ويشير إلى أنه "بسبب نفاذ الطعام، يحصل بعض الطلاب على نصف الوجبة، وآخرون لا يجدون شيئاً، وتكرر الأمر في مطعم الرابطة، ومطعم منوبة، وخلال شهر رمضان يتحول هذا إلى مشكلة كبيرة، لأن الطالب قد يجد مطعماً خاصاً في الأيام العادية ليحصل على وجبته، ولكن في رمضان قد لا يجد مطعماً مفتوحاً".

ويشرح التليلي أنه بحكم إشرافه على صفحة أخبار (الفاك) الجامعية، تصل إليهم يومياً العديد من الشكاوى، "وهناك إشكاليات تتعلق بظروف التخزين وحفظ الطعام، وسبق تقديم نوع من المرطبات فاسداً، وينبغي تشديد الرقابة على المطاعم، وأن تشمل المخازن". 

ولفت إلى أن "ارتفاع عدد الطلاب في بعض المطاعم يشكل عائقاً، فمطعم الرابطة يؤمن الطعام يومياً لما بين 1500 إلى 2000 طالب، وبالتالي، من الصعب توفير أكلات جيدة، في حين أن المطعم الجامعي في المكنين يؤمن وجبات لما بين 500 إلى 600 طالب، وهو عدد مقبول، ما يجعل نوعية الأكلات جيدة، حتى إن العاملين في المطعم حريصون على إبداع وجبات جديدة، وتحول الأمر من مجرد الطبخ وتأمين الطعام للطلاب إلى التنافس بين عدد من المطاعم لتقديم الأفضل".

المطاعم الجامعية تشكو من ضعف الموارد ونقص العاملين (العربي الجديد)
المطاعم الجامعية تشكو من ضعف الموارد ونقص العاملين (العربي الجديد)

وأمام تذمر عدد من الطلاب من وجود ديدان بطعامهم، أكدت مديرة الحي الجامعي ابن شباط، مفيدة الطويل، أن "الأعوان يقومون بجهد كبير لتأمين الطعام، وقد بحثوا كثيراً في طرق تلافي تلك الإشكاليات، ووجدوا أن بعض الخضروات وراء تكرار تلك المشكلة، فقرروا استبدالها بخضروات أخرى"، موضحة لـ"العربي الجديد" أنه "بحكم قرب نهاية السنة، فهناك مشكلة في التزود بمستلزمات الطعام، وتوفير بعضها بات صعباً، فالأرز مثلاً غير متوفر، وبالتالي نلجأ إلى المرق لتوفير كميات معينة من الوجبات".

وقالت الطويل إنها تعمل في مجال الخدمات الجامعية منذ عام 2003، وإنها لم تلاحظ إشكالات مماثلة، "قد تحصل بعض النقائص، وعادة الأمور الجيدة لا يتم إبرازها، على عكس ما يحدث مع المشكلات. نعد أسبوعياً برنامجاً مسبقاً يضم الأكلات حسب الميزانية والمواد المتوفرة، ونواجه أيضاً نقصاً فادحاً في الأعوان العاملين بالمطبخ الجامعي باعتبارها من الوظائف الشاقة، كما أن المحالين على التقاعد ومن يمرضون لا يتم تعويضهم عادة".

المساهمون