- ستيفان بونهام من حزب العمّال أعرب عن تضامنه مع الطلاب، مؤكدًا على جهوده لتنظيم وقفات تضامنية والعمل نحو تغيير موقف السياسيين البريطانيين تجاه إسرائيل.
- المخيم الاحتجاجي بجامعة ليستر نما بدعم المجتمع المحلي، مطالبًا بإنهاء التعامل مع "باركليز" واعتراف بالبروفسور شو، وتخصيص مقاعد لطلاب غزة، مع بدء التفاوض مع إدارة الجامعة لتحقيق تقدم في المطالب.
في ذكرى النكبة السادسة والسبعين، أحيا الطلاب المعتصمون من أجل غزة في جامعة ليستر البريطانية هذه المناسبة، وذلك في الحرم الجامعي حيث يقيمون مخيّمهم الاحتجاجي لنصرة الفلسطينيين وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر منذ أكثر من سبعة أشهر، في إطار الاحتجاجات الطالبية تضامناً مع غزة في جامعات بريطانيا.
وشارك في ذكرى النكبة حشد من الطلاب وأفراد من المجتمع المحلي في مدينة ليستر الواقعة وسط إنكلترا، تحدّث في خلالها عدد من الطلاب والناشطين من أجل القضية الفلسطينية في المدينة إلى جانب فلسطينيين يعيشون في ليستر. وقد أضاء هؤلاء شموعاً على نيّة الشهداء الذين سقطوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكذلك على نيّة الضحايا في فلسطين عموماً وفي السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
في هذا الإطار، التقى "العربي الجديد" عضو المجلس المحلي في مدينة ليستر عن حزب العمّال ستيفان بونهام، فقال إنّه حضر للتضامن مع الطلاب المعتصمين في جامعة ليستر ولإحياء ذكرى النكبة السادسة والسبعين. أضاف: "بصفتي عضو مجلس محلي، عملت منذ الأيام الاولى للحرب على غزة لتنظيم وقفات تضامنية تدعو إلى وقف إطلاق النار"، وأشار إلى أنّ "في اجتماع للمجلس المحلي، مرّرنا موقفاً باسم كتلتنا حزب العمال، ودعونا إلى وقف إطلاق النار ووقف تصدير الأسلحة (إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي). وأخيراً مرّرنا موقفاً جديداً مناهضاً لاجتياح رفح".
وفي ردّ على سؤال حول الصعوبات التي قد يواجهها بصفته مناصراً للقضيّة الفلسطينية في حزب العمّال بقيادة كير ستارمر الموالي لإسرائيل، قال بونهام لـ"العربي الجديد" إنّ "ثمّة مزيداً من الأشخاص الذين يعلنون أنّهم لن يصوّتوا لحزب العمّال"، مضيفاً: "لكنّه يتوجّب علينا في نهاية المطاف أن نقود التغيير من داخل الاحزاب والحكومات مستقبلاً". وبدا بونهام، في خلال حديثه، مصرّاً على الاستمرار في العمل من أجل تغيير موقف السياسيين على المستوى الوطني في المستقبل.
وكان مخيم الطلاب في جامعة ليستر قد انطلق الأسبوع الماضي بعدد طلاب قليل، لكنّ هذا المخيم الذي نُصب أمام مبنى إدارة جامعة ليستر يضمّ اليوم عشرات الخيام. وبعد أسبوع، صار المخيم يحظى بدعم كبير من المجتمع المحلي في مدينة ليستر حيث تعيش جالية مسلمة كبيرة، علماً أنّ أفرادها يحضرون يومياً لتقديم الطعام والمعدّات للمحتجّين.
وشرحت طالبة ناشطة في مخيم جامعة ليستر لـ"العربي الجديد" أنّ مطالبهم الأساسية أربعة، أوّلها أن تتوقّف الجامعة عن التعامل مع مصرف "باركليز" الذي يستثمر في شركة "إلبيت سيستم" المسؤولة عن تصنيع أسلحة يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. تجدر الإشارة إلى أنّ "إلبيت سيستم" تملك في مدينة ليستر واحداً من أفرع مصانعها في بريطانيا، الذي يواجَه بحركة احتجاج مستمرّة من قبل حركة "بالستاين أكشن". وفي مايو/ أيار 2023، نظّمت هذه الحركة احتجاجاً أمام المصنع استمرّ لأشهر، وقد غطّاه "العربي الجديد".
أضافت الطالبة أنّ المطلب الثاني يقضي بتوقّف الجامعة عن الاعتراف بالبروفسور مالكوم شو الذي يحظى بمنزلة شرف من قبلها ويُمثّلها في مناسبات مختلفة، من بينها تسليم الشهادات في حفلات التخرّج. يُذكر أنّ مالكوم شو محامٍ وأستاذ محاضر شارك في الوفد القانوني الإسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية، للدفاع عنها في قضية الإبادة الجماعية بعد الدعوى التي قدّمتها جنوب أفريقيا في هذا الإطار.
وتابعت الطالبة نفسها، التي كانت تشارك في ذكرى النكبة التي أحيتها مع زملائها، أنّ "مطلبنا الثالث هو العمل على تخصيص مقاعد دراسة للطلاب الفلسطينيين في قطاع غزة الذين توقّفت دراستهم بسبب الحرب، أمّا الرابع فأن تتّخذ الجامعة موقفاً أكثر وضوحاً ضدّ حرب الإبادة الجماعية في غزة".
وبدأت إدارة جامعة ليستر بالتواصل مع الطلاب المحتجين والتفاوض معهم، وقد عُقد أمس الأربعاء اجتماع لبحث مطالب هؤلاء. وفي هذا الإطار، أفاد طالب "العربي الجديد"، وقد فضّل عدم الكشف عن هويته إذ إنّه ينشط في المخيم، بأنّ الاجواء كانت إيجابية وسوف تُعقد لقاءات أخرى في السياق نفسه. أضاف الطالب: "لدينا خطط لتصعيد احتجاجنا من أجل الضغط على الإدارة، ومن بينها تعطيل اليوم الدراسي المفتوح الذي يُنظَّم قريباً، أمام الجمهور". ولفت إلى أنّ الدعم الكبير من قبل المجتمع المحلي في مدينة ليستر "يساهم في تحقيق مطالبنا".
من جهتها، وصفت طالبة تنشط كذلك في المخيم الاحتجاجي لـ"العربي الجديد" الأجواء بأنّها "لطيفة جداً، فنحن نتشارك المهام بعضنا مع بعض ونتناقش معاً"، مشيرةً إلى أنّ "ثمّة أشخاصاً من خلفيات مختلفة، كذلك طلاب دكتوراه". أضافت الطالبة أنّ "ثمّة تنوّعاً في الهويات"، إذ يشارك "أشخاص متدينون وآخرون غير متدينين في التحرّك"، إلى جانب "أشخاص من مجموعات ناشطة متعدّدة، من بينهم على سبيل المثال ناشطون من أجل المناخ".